تحل اليوم ذكرى رحيل محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية ، الذى في 4 مارس 1769 في بلده قولة أحدي المواني الصغيرة الواقعة قرب مقدونيا ، وهو من سلالة البانية، توفي والده ابراهيم أغا، وهو طفل فاعتني به عمه طوسون ، إلا أنه توفي هو الآخر ، فتبناه أحد أصدقاء والده وقام علي تربيته وتعليمه الفروسية وهو في سن الثامنة عشرة ثم التحق بالجندية ، وتعلم فنون القتال وعمل لدى حاكم قولة الذي اكتشف ذكاءه ومهارته، فارجعه للالتحاق بالجيش مره اخرى.
تولي محمد علي حكم مصر عام 1805م في عهد الخلافة العثمانية. وكان جنديا في الجيش العثماني من أصل ألباني، وكان محمد على قائدا حكيما؛ حيث قام تدريجيا بالقضاء على كل أعدائه.. حتى أصبحت سلطات البلاد في يده، ل الحجاز إلى مصر عام 1819، ثم السودان منذ 1820، وحتى 1822.
حقق أكبر الإنجازات ولم يلق خطبة جماهيرية واحده في 42 عاماً هي فترة حكمه.. وذلك لأنه كان لا يجيد التحدث باللغة العربية ولكنه ترك أفعالاً بدلاً من الأقوال.
إنجازاته في 10 سنوات
حقق عدة إنجازات مهمة بعد فترة قصيرة، حيث حارب الإنجليز وتمكنت القوات المصرية من طردهم من رشيد 1807 وقام بالقضاء على الماليك بعدها عام 1811 في مذبحة القلعة.
الاستقرار والبناء فى عهد محمد على باشا
بدأ في تأسيس جيش قوى تمكن من الدفاع عن البلاد، أي أنه في خلال عشر سنوات من حكمة انتقل بمصر من عهد الاحتلال والتقلبات والاضطرابات والتناحر على السلطة إلى عهد الاستقرار والبناء ماضيا بها إلى التحديث والتحدي والندية للدول الكبرى في ذلك الزمن، الندية القائمة على مرحلة الاستقرار والبناء على سائر المستويات كالتصنيع والتسليح والثقافة والطب والزراعة والاقتصاد والتعليم التنمية ، وكل ذلك يجب أن يكون مدعمآ بالقوة العسكرية، وليست الندية القائمة على الحطب والوعود، فأصبح مثل من تسلم أرضاً متدينة وصالحة وجديدة ووضع لها الأسس اللازمة لتحويلها إلى مدينة متكاملة.
واجه انتقادات كثيرة من قناصل الدول الأجنبية المقيمين في مصر على الأسلوب الذي أدار به البلاد.
بدأ محمد علي باشا في التخطيط لتنفيذ مشروع عمره الكبير ، وهو بناء القناطر الخير التي يمكن من خلالها احتجاز جزء من مياه الفيضان السنوي للنيل للاستفادة بها في زراعة أراضي دلتا وادي النيل في الفترات التي تشح فيها المياه خلال العام وأرسل إلى المهندسين الأجانب تصوره لمشروع القرن التاسع عشر لأبناء مصر، وبدأ بناء القناطر الخيرية في عهده واكتملت بعد وفاته.
ومن حسن تصرف الباشا أنه جعل مع المهندسين الأجانب مهندس مصري من خريجي البعثات الأجنبية التي أرسلها للدراسة في الخارج هو المهندس م مظهر الذي يطلق اسمه على أحد شوارع الزمالك بمدينة القاهرة بمصر.
كان محمد علي يتوق إلى عمل الجديد في كل شيء في المجتمع المصري ، وبدأ بالزراعة ؛ لأنها عماد الاقتصاد الوطني، فبدأ في إدخال زراعات جديدة مثل القطن طويل التيلة ونبهه إلى ذلك "مسيو جوميل" الفرنسي من أهالي ليون الذي استقدمه الباشا لتنظيم مصالح النسيج، حيث عثر بالمصادفة على شجيرة قطن طويل التيلة في إحدى حدائق القاهرة واخبر محمد علي أن هذا القطن لا ينمو في مزارع أوربا حيث المناخ البارد ، فيمكن أن نستفيد من مناخ مصر والإنتاج الوفير وتصبح مصر المصدر الوحيد لهذا القطن في المنطقة!!
قام محمد علي في تطبيق الفكرة ليس على القطن وحده ولكن اختار مزروعات جديدة سريعة النضج في المناخ المصري، قبل ميعاد نضوجها في أوروبا وقام بزراعتها في مصر لغرض التصدير، وبدأ في استصلاح أراض جديدة وزراعتها بمحاصيل جديدة، مثل قصب السكر وأشجار التوت لصناعة الحرير، والدخان وأشجار الفاكهة الجديدة.
وأوشك أن يقضى على الخلافة العثمانية، إلا أنه اضطر للتراجع تحت ضغوط أوروبية.
تطوير الزراعة والصناعة فى عصر محمد على باشا
وفى مصر طور محمد على زراعة القطن وصناعته. وقام بإنشاء مشروعات صناعية.. وقام بإرسال البعثات التعليمية للخارج وقام بتعيين خبراء أجانب لتدريب الجيش المصري.. وغيرها من المشاريع ذات الطابع الانفتاحي على العالم، وخاصة بعد العزلة الطويلة التي عاشتها مصر في زمن العثمانيين والمماليك في عام 1831.
محمد على باشا أشاد به المؤرخون
قال عنه المؤرخون الأجانب ومنهم «مستر شيرول» في كتابه «المسألة المصرية» إتي محمد علي إلي تلك الأرض الطيبة أرض الفراعنة ليحاول أن ينهض بمصر كدولة ذات هوية مستقلة وتم تلخيص سياسته في ثلاثةأبعاد هي: التحديث- التصنيع- التغريب.
وقاد محمد على وابنه إبراهيم حملة في اتجاه سوريا، مما أدى إلى حدوث صدام مع السلطان العثماني، وقامت القوات المصرية بهزيمة القوات التركية في عام 1833. وكانوا على وشك دخول العاصمة التركية استانبول Istanbul مرة أخرى، إلا أن روسيا وبريطانيا وفرنسا قاموا بحماية السلطان، مما أدى لانسحابه. إلا أنه ظل مسيطرا على سوريا وجزيرة كريت. ثم ثار محمد علي على السلطان عام 1839، ووقفوا في وجهه مرة ثالثة وأجبروه على التراجع.
وفاة محمد على باشا
رحل محمد على باشا عام 1849 ميلاديا
حاول ابنه سعيد باشا تحديث وتطوير البلاد، مما أدى إلى إغراق البلاد في الديون الأجنبية وجاء بعده إسماعيل باشا Isma'il Pasha، الذي زادت أيضًا في عهده الديون التي اقترضها من أوروبا لبناء المشاريع الصناعية ولتطوير البلاد اقتصاديا.. مما أدى إلى زيادة النفوذ البريطاني والفرنسي علي مصر.
اترك تعليق