في رحلة المسلم إلى الله، لا يكفي أن يسعى للخير فقط، بل يجب أن يحذر مما يُبعده عن الجنة ويحرمه من رضا ربه. وقد بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أحاديثه النبوية، مفاتيح الجنة وموانعها، ليكون المؤمن على وعي وبصيرة.
ومن بين الأحاديث العظيمة في هذا الباب، ما رواه ثوبان مولى الرسول ﷺ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من ماتَ وَهوَ بريءٌ منَ ثلاث الْكبرِ والغُلولِ والدَّينِ دخلَ الجنَّةَ" رواه الترمذي وصححه الألباني.
وفي رواية أخرى أنه قال: "من فارق روحه جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة".
فكما بيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال الفاضلة التي تُدخل الجنة برحمة الله، حرص عليه الصلاة والسلام أن يُظهر الأعمال السيئة التي تُبعد المسلم عن الجنة، وتلك التي تُردي في النار؛ ليكون المسلم على بصيرة من أمره.
وفي هذا الحديث الشريف يروي ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الرسول ﷺ ما معناه أن الإنسان الذي يموت وهو بريء من هذه الخصال الثلاث أي لم يقع فيها ولم يفعلها أو ان فعلها ثم تاب عنها ورد الحقوق لأصحابها، "دخل الجنة"، أي: كان حقاً على الله أن يدخله الجنة.
فما هي هذه الخصال الذميمة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف وحث المسلمين على الابتعاد عنها التبرؤ منها؟
الأولى:
"الكبر " .. هو الغرور والاعجاب بالنفس والتعالي على الناس، والترفّع عنهم، وهو من الصفات الذميمة التي تمنع صاحبها من دخول الجنة. وعرفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: "بطر الحق وغمط الناس".
الثانية:
"الغلول" .. هو ما السرقة من الغنيمة التي وقعت في ايدي المسلمين وينطبق على ذلك السرقة من المال العام، ومثل ذلك: أن يكون الإنسان يعمل في وظيفة فيمد يده للناس ويأخذ منهم الرشوة والهدايا، فهذا غلول. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هدايا العمال غلول)
الثالثة:
"الدين" .. هو الأموال التي يقترضها الانسان من الغير، فمن مات وعليه دين ولم يقضه أو يعف عنه صاحبه، فإنه معلق حتى يقضى عنه أو يعفى عنه
ويؤكد هذا الحديث النبوي الشريف على أهمية التخلّص من هذه الصفات السيئة، وضرورة ابتعاد المسلم عن الكبر وعن السرقة والرشوة واستغلال الوظيفة والحرص أداء الأمانات، وقضاء الديون ورد الحقوق لأصحابها حتى يدخل الجنة.
اترك تعليق