تبقى أدعية الصباح والمساء ملاذًا للمؤمن، يجد فيها الطمأنينة والسكينة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدُّعاءُ هو العبادةُ ثمَّ قرأ { وَقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ}" أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة.
وقد حرص النبي ﷺ على أدعية مخصوصة لا يتركها صباحًا ولا مساءً، يعلّم بها الأمة أن تتوجّه إلى ربها كل يوم بالعفو والعافية، وبالدعاء بالحفظ والستر من كل مكروه. ومن بين هذه الأدعية العظيمة، دعاء جامع للخير، ودرع واقٍ من الشر، رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
قال: "لم يَكُنْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَدَعُ هؤلاءِ الكلمات حينَ يُمسي وحينَ يصبحُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفو والعافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنْيايَ وأَهْلي ومالي اللَّهمَّ استُر عَوْراتي وآمِن رَوعاتي اللَّهمَّ احفَظني من بينِ يديَّ ومن خَلفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي وأعوذ بعَظمتِكَ أن أُغتالَ مِن تَحتي" أخرجه أبو داود، وابن ماجه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء لربه عز وجل، كثير التضرع إليه سبحانه وتعالى. وجاء هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له دعوات لا يتركهن أبدا، فيقول: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع"، أي: يترك، "حين يمسي"، أي: إذا دخل وقت المساء، و"حين يصبح"، أي: إذا أقبل وقت الصباح، يعني: لا يترك الدعاء بهذه الدعوات.
وهذه الدعوات العظيمات هي:
" اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفو والعافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ "
أي: السلامة والنجاة في الحياة الدنيا وفي يوم القيامة.
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنْيايَ وأَهْلي ومالي
أي: المغفرة والمسامحة في الدنيا والآخرة وزوجاتي وأولادي وقرابتي وأموالي وعملي، وما في معنى ذلك من التجارة والبيع، وغير ذلك
"اللَّهمَّ استُر عَوْراتي وآمِن رَوعاتي
أي: احفظ كل ما يسوؤني نشره؛ من المعايب، وطمئنني وأمنني من كل ما يخيفني ويسبب لي الفزع
"اللَّهمَّ احفَظني من بينِ يديَّ ومن خَلفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي"
أي: احفظني من كل جهة يمكن أن يصيبني منها مكروه
"وأعوذ بعَظمتِكَ أن أُغتالَ مِن تَحتي"
أي: ألجأ واحتمي بعظمتك، وقوتك وقدرتك أن يخسف بي أو أهلك من تحتي، وإنما بالغ في تحديد الخسف والهلاك من الجهة التحتية؛ لشدة البلاء والشر به.
اترك تعليق