تيمور هو سائح ورحّالة وبلوجر روسى وكسيوشا زوجته، يروى رحلته بسيناء على خطى موسى النبى وقد ترجمها إلى اللغة العربية المرشد السياحى عبد العاطى صلاح مرشد اللغة الروسية بسيناء ويوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بأنه فى إطار مشروع التجلى الأعظم بالوادى المقدس بمدينة سانت كاترين كلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بالعمل على إحياء مسار خروج «بني إسرائيل» ليتم تنظيم رحلات سياحية لهذا المسار وبناءً عليه أعد برنامج رحلة يتضمن 14 محطة منهم 9 محطات بسيناء يطالب باعتماده رسميًا من الحكومة على غرار مسار العائلة المقدسة كما يطالب بتقديم ملف لتسجيل هذا المسار تراث عالمى ثقافى باليونسكو اعتمادًا على المادة العلمية الموثقة لتحقيقه طريق خروج بنى إسرائيل في كتاب " التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى"
ويعد الرحّالة والبلوجر الروسى تيمور وزوجته كسيوشا أول من يرتحل فى بعض محطات هذه الرحلة ويصف لنا جماليات الموقع وترحيب أهل البادية وتفاعل البيئة السيناوية لإبراز هذا الجمال يرويها وكأنها قصة قصيرة بعنوان " تيمور وكسيوشا فى متاهة سيناء" جارى إعداد المادة العلمية للرحلة فى فيلم وثائقى كما تصلح الرحلة لعمل درامى أو سينمائى
"أمطار نادرة في الصحراء، وحمامات موسى، هذه المرة رأينا مصر مختلفة تمامًا - بدون محلات بيع التذكارات والباعة المتجولين والجولات الجماعية التي تحمل الأعلام، زرتُ أنا وزوجتي مكانًا ينبض فيه التاريخ التوراتي بالحياة أمام أعيننا وبتناقضات تُدهشك: مبانٍ متداعية تجاور أديرة مهيبة، ومناظر صحراوية لا متناهية تفسح المجال فجأة لواحات غير متوقعة وحتى برد ومطر في قلب الصحراء!
لم تكن لدي توقعات كبيرة من الرحلة، ولكن على سبيل التجربة، قررنا أنا وكسيوشا رفض العروض المعتادة لمرشدي الفنادق واخترنا بشكل مستقل رحلة على موقع تريبستر "متاهة سيناء. طريق موسى" كانت تكلفة الرحلة لشخصين 340 دولارًا وهو مبلغ مناسب لرحلة يومية بدون جيران بالنظر إلى المستقبل
موسى ومعدات الشتاء:
في تمام الساعة السابعة والنصف صباحًا، استقبلنا مرشد سياحي يُدعى موسى في ردهة الفندق، أذهلنا مظهره: قبعة ووشاح وسترة وحذاء ثقيل بدت غريبة في درجة الحرارة المخطط لها + 25 درجة، "حسنًا، لديهم شتاء، ماذا سترتدون غير ذلك في الشتاء؟" - علّقت كسيوشا منطقيًا. نعم: كانت وسيلة نقلنا لهذا اليوم حافلة صغيرة مريحة من تويوتا مزودة بتكييف هواء ممتاز يقودها سائق صامت، نسيت اسمه، ولكن لراحتنا سنسميه محمد.
لقاء مع اللقالق وغريغوري الخالد
شهدنا أول معجزة على طريق الطور (رفيديم القديمة، المذكورة في الكتاب المقدس كمكان وجد فيه بنو إسرائيل 70 نخلة و12 نبع ماء).
على يمين الطريق السريع، حلّقت سحابة ضخمة من... اللقالق في السماء! مشهدٌ مذهل في الصحراء القاحلة! طلبتُ إيقاف السيارة (وهي ميزة غير متاحة في الرحلات الجماعية) لنلقي نظرةً عن كثب على ما يحدث. "وربما يطير بعض هؤلاء إلينا في كالينينغراد لاحقا"!
الطور:
مدينة قديمة لم يمر بها موسى وبنو إسرائيل في أوقات مختلفة فحسب، بل مر بها أيضًا الحجاج المسيحيون والمسلمون المتجهون إلى القدس وجبل سيناء وحتى مكة المكرمة. في قديم الزمان، كان هذا هو الميناء الرئيسي لشبه جزيرة سيناء الذي يربط إفريقيا بآسيا.
توقفنا عند دير القديس جاورجيوس الأرثوذكسي. إنه جميل ومُحافظ عليه جيدًا، على الرغم من أنه ليس مبنى قديمًا (القرن التاسع عشر)، الضريح الرئيسي هنا هو رفات أول رئيس دير ومؤسس الدير.
الشيخ الحكيم والميناء المهجور
ثم أخذنا موسى إلى "الميناء القديم". مكان مهجور تمامًا: مبانٍ متداعية، قوارب قديمة، لكن الحياة كانت لا تزال حاضرة: في مكان ما كان بإمكانك سماع صوت المطارق، كان أحدهم يُصلح قاربًا. كانت اليخوت البيضاء الكبيرة راسية في الجوار - تناقض بين الثراء والفقر. لم نضطر للمشي طويلًا. كانت محطتنا مسجد الكيلاني، حيث تعرفنا على (مُلا) يُدعى الشيخ لبيب (ومعناه "الحكيم" بالعربية). سرعان ما سُمعت قراءته الشجية للقرآن الكريم من راديو صغير، بينما كنا نشرب الشاي بالتمر، ونُطعم قطط المنطقة.خففت سيارة زيغولي (سيارة قديمة ماركة لادا جيجولي روسية الصنع)
دير وواحة من النظام!
المحطة التالية: دير الأخوات السبع اليوناني (دير البنات). بعد كل ما رأيناه سابقًا، اتضح أنه نظيف للغاية، مريح، ومرتب على الطريقة الأوروبية. تمامًا كما هو الحال في دير تولغا بالقرب من ياروسلافل. استقبلتنا رئيسة الدير - امرأة مسنة ولطيفة للغاية من رومانيا. لم تكن تتحدث الروسية أو العربية، لكنها كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة، حيث أخبرتنا بتاريخ الدير الرائع.
يقع الدير على أراضي واحة فاران، حيث هزم موسى وبنو إسرائيل العماليق، وفقًا للأسطورة، ظهر أول دير هنا في القرن السادس. المباني الحديثة، بالطبع، تعود إلى وقت لاحق بكثير. يحتوي صندوق الذخائر على جمجمة وعظام المؤسس - موسى أيضًا
النقطة الأخيرة دير القديسة كاترين
أحد أقدم الأديرة المسيحية التي لا تزال تعمل في العالم، والذي تأسس في القرن السادس. هذا هو مكان العليقة المشتعلة - وهي شجيرة مشتعلة لكنها غير محترقة، والتي خاطب الله موسى من خلالها لأول مرة. مشينا الكيلومتر الأخير، وأطعمنا الكلاب على طول الطريق. وصلنا في الوقت المناسب تمامًا للقداس المسائي، الذي يُحظر فيه التصوير. وهذا أفضل من ذلك. تبقى الذكريات أكثر شخصية: أيقونات قديمة، وشموع، ورائحة البخور، وقراءة الرهبان التأملية. هنا أهدى لنا موسى تذكارًا غير عادي - حصى بنمط طبيعي يشبه أغصان العليقة المشتعلة. من وجهة نظر علمية، هذه شجيرات، أنماط بلورية من أكاسيد المنغنيز أو الحديد. لكن من الأكثر رومانسية أن تعتقد أنك تحمل بين يديك قطعة من أسطورة توراتية.
كانت رحلتنا تقترب من نهايتها، لكنها بالنسبة للبعض بدأت للتو هنا. الأمر هو أنه من الدير يبدأ الصعود إلى جبل موسى، حيث تلقى النبي الوصايا العشر الشهيرة. لم يكن هذا الطريق ضمن خططنا اليوم، إذ من الأفضل القيام بهذا النشاط ليلًا، لملاقاة شروق الشمس على الجبل... وبعد المطر قد يكون الطريق زلقًا وخطيرًا للغاية.
في طريق العودة، لم أستطع المقاومة واشتريت قهوة تركية وشايًا مصنوعين وفقًا لوصفة بدوية أصيلة - مع الهيل والتوابل العطرية - من متجر على جانب الطريق. لذيذ بشكل لا يصدق!.
خاتمة
كانت هذه واحدة من أغرب رحلاتي إلى مصر في حياتي. الخطأ الوحيد هو أننا لم نأخذ الطقس في الاعتبار، فتجمدنا بالقرب من الدير. يبلغ ارتفاعه حوالي 1500 متر، وبعد المطر أصبح الجو باردًا جدًا. كان الاكتشاف الرئيسي لهذا اليوم هو مصر مختلفة تمامًا. ليست مصر سياحية، بل مصر حقيقية، بتناقضاتها واكتشافاتها المذهلة. مكان تمتزج فيه قصص الكتاب المقدس القديمة بالحياة العصرية بطريقة مذهلة.
شكر خاص للطقس المصري الذي منحنا ظاهرة نادرة - المطر والبرد في الصحراء. لن تجد هذا في كتيبات شركات السياحة.
اترك تعليق