أكد الدكتور هاريش مانجلاني، أخصائي جراحة أورام العظام في مركز HCG ICS خوبشانداني للسرطان في مومباي، أن البحث في الجينات الوراثية المرتبطة بسرطان العظام يُعد خطوة ضرورية لفهم أعمق لأسباب الإصابة، وتمكين الكشف المبكر والتدخل العلاجي الفعال.
ورغم أن سرطان العظام ليس من الأمراض التي تنتقل بالضرورة من جيل إلى آخر، إلا أن بعض الاضطرابات الوراثية قد تزيد من خطر الإصابة به. وأشار د. مانجلاني إلى أن هذه الطفرات الجينية لا تسبب السرطان مباشرة، لكنها تهيئ الخلايا العظمية لتغيّرات غير طبيعية تؤدي لتكوّن الأورام.
الجينات وحدها لا تكفي.. البيئة شريك في الخطر
تحدث د. مانجلاني عن التفاعل بين العوامل البيئية والجينية، موضحًا أن تعرض الأطفال سابقًا للعلاج الإشعاعي مثلًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام، خاصة لدى من لديهم استعداد وراثي.
علامات مبكرة لا يجب تجاهلها
شدّد الدكتور على أن سرطان العظام لا يظهر دائمًا بأعراض قوية منذ البداية، وقد تبدأ التحذيرات بألم مزمن في الساق أو الذراع، خاصة في الليل، أو عرج بسيط لا يزول. كذلك، تورم قريب من المفاصل، أو كتل ظاهرة، أو كسور غير متوقعة يجب أن تُؤخذ بجدية، خصوصًا في العائلات التي لديها تاريخ مرضي مع السرطان.
أمراض وراثية تزيد من احتمالات الإصابة
من أبرز الاضطرابات الوراثية التي قد ترفع احتمالية الإصابة بسرطان العظام:
متلازمة لي-فروميني: ناتجة عن طفرة في جين TP53، وترتبط بسرطان العظام وأنواع أخرى.
ورم الشبكية الوراثي: الذي يصيب أعين الأطفال ويرتبط بأورام العظام.
متلازمة روتيموند-تومسون، والنمو العظمي المفرط: اضطرابات قد تظهر في الطفولة وتزيد من خطر الأورام أثناء فترات النمو.
أهمية الفحص الجيني والتشخيص المبكر
يرى د. مانجلاني أن الفحوصات الجينية تساعد في تحديد الأشخاص المعرضين للخطر، مما يسمح بالمراقبة المبكرة ووضع خطط علاجية مخصصة. ويؤكد أن الكشف المبكر عن سرطانات العظام مثل الساركوما العظمية أو ساركوما إيوينج يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في فرص الشفاء، خاصة عند الجمع بين الجراحة والعلاج الكيميائي.
الرسالة الأخيرة: انتبه لإشارات جسدك
اختتم الطبيب تحذيره بالتأكيد على أن الانتباه للإشارات الجسدية البسيطة—كرفض الطفل لممارسة الرياضة أو استمرار ألم غامض في الساق—قد يكون الإنذار الأول لشيء أكبر. وفي حال وجود عوامل وراثية، فإن هذه العلامات تستوجب فحصًا طبيًا فوريًا.
اترك تعليق