في خطوة جديدة ضمن سلسلة الإنجازات التي تشهدها قرى الريف المصري تحت مظلة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، افتتح اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، مركز طب الأسرة بقرية الأشمونين التابعة لمركز ملوي، ليُضاف إلى خارطة التحول الصحي الشامل في صعيد مصر، ويخدم نحو 40 ألف مواطن من أهالي القرية والقرى المجاورة، في إطار جهود الدولة لتوفير خدمات صحية متكاملة ومستدامة وفق أعلى المعايير.

المركز الجديد يُعد نموذجًا متطورًا للرعاية الصحية الأولية، يعكس الرؤية الوطنية لتعزيز جودة حياة المواطنين وتحقيق العدالة الصحية، ويؤكد على حرص القيادة السياسية على إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية والبنية التحتية بالقرى المصرية، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

أكد المحافظ  أن المشروع يمثل إضافة نوعية للمنظومة الصحية في المحافظة، ويعكس التزام الدولة بتقديم خدمات طبية متميزة للمواطنين في الريف، من خلال منشآت صحية حديثة ومجهزة بأحدث الإمكانيات. وأضاف أن الدولة تسير بخطى واثقة نحو بناء منظومة صحية متكاملة ترتكز على التغطية الصحية الشاملة والمساواة في الحصول على الخدمة، من خلال تطوير وحدات ومراكز الرعاية الأساسية، التي تُعد خط الدفاع الأول في القطاع الطبي.

وأشار المحافظ إلى أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، نجحت في تحويل قرى الريف إلى مجتمعات تنموية حقيقية، ليس فقط من خلال تطوير البنية التحتية، ولكن عبر إتاحة الخدمات الأساسية التي طالما كانت حلمًا لأهالي تلك المناطق، وعلى رأسها الخدمات الصحية والتعليمية.

أوضحت الدكتورة نادية مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، أن مركز طب الأسرة بالأشمونين أُقيم على مساحة إجمالية تبلغ 2000 متر مربع، بينما تبلغ مساحة المبنى الرئيسي نحو 960 مترًا مربعًا، ويتكون من ثلاثة طوابق. ولفتت إلى أن التصميم جاء وفقًا لأحدث المعايير الفنية والطبية، بما يضمن تقديم خدمات صحية شاملة ومستمرة.

وأشارت إلى أن المركز يضم أقسام الاستقبال والطوارئ، وعيادات تخصصية متنوعة، ووحدة أشعة، ومعمل تحاليل، وصيدلية مركزية. ويحتوي الطابق الأول على المكاتب الإدارية ومخازن الأدوية وقسم التعقيم، بينما خصص الطابق الثاني لسكن الأطباء وهيئة التمريض لضمان استمرارية العمل على مدار 24 ساعة.

 أوضح الدكتور وليد مصطفى، مدير المركز، أن التصميم الهندسي للمبنى راعى تطبيق كافة اشتراطات الحماية المدنية والسلامة المهنية، كما تم تجهيز المركز بمنحدرات "رامبات" لتيسير حركة ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يضمن سهولة الوصول إلى الخدمة دون عناء مشيرا  إلى أن المركز يقدم باقة واسعة من الخدمات الصحية تشمل الطوارئ، تطعيمات الأطفال، متابعة حالات الحمل، طب الأسرة، تنظيم الأسرة، الأسنان، المعامل، المشورة الأسرية، وعيادات متخصصة.

ويأتي هذا الافتتاح ضمن سلسلة مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تستهدف في مرحلتها الأولى بمحافظة المنيا تطوير 192 قرية و757 تابعًا، موزعة على خمسة مراكز رئيسية هي: العدوة، مغاغة، أبوقرقاص، ملوي، وديرمواس. وبحسب بيان المحافظة، يجري تنفيذ نحو 3199 مشروعًا في تلك المناطق، جرى الانتهاء من 2166 مشروعًا منها حتى الآن، بنسبة تنفيذ بلغت 84%، ويستفيد منها ما يقرب من 3 ملايين مواطن من أبناء المحافظة.

وشهد الافتتاح حضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية، من بينهم النائب محمد عبد الحكيم، عضو مجلس النواب، والدكتورة مروة إسماعيل، وكيل مديرية الصحة، والمهندس أحمد خلف، رئيس مركز ومدينة ملوي، الذين أشادوا جميعًا بالمستوى المتقدم للمركز، مؤكدين أن هذه الخطوة تعكس تحولًا حقيقيًا في مستوى الرعاية الصحية بالمناطق الريفية في محافظة المنيا.