يشهد الشارع الانتخابي في محافظة الإسماعيلية حالة من الترقب المشوب بالتوتر، مع اقتراب موعد حسم المقعد الفردي الوحيد المخصص للمحافظة في مجلس الشيوخ. فبينما تتجه الأنظار نحو هذا المقعد "اليتيم"، تزداد التكهنات حول طبيعة المعركة.
تاريخيًا، تتمتع الإسماعيلية بخصوصية سياسية فريدة، حيث غالبًا ما تشهد منافسات قوية تعكس نفوذ العائلات والكتل التصويتية المختلفة. وفي ظل نظام المقعد الفردي، تتركز الجهود الانتخابية للمرشحين على حشد الدعم المباشر والشخصي، مما يفتح الباب واسعًا أمام تنافس شرس أشبه بـ "حسبة برما"، حيث يسعى كل طرف لانتزاع نصيبه في الكعكة البرلمانية.
أبعاد المشهد الانتخابي الساخن:
من المتوقع أن يكون المقعد محل تنافس محموم بين شخصيات مدعومة من عائلات سياسية أو اقتصادية ذات نفوذ في المحافظة. سيسعى كل طرف لاستعراض قوته وحشد أكبر عدد من الأصوات، مما قد يؤدي إلى استقطاب شديد وحرمان بعض المدن وكبار العائلات من التمثيل البرلماني، ما لم تتحد القوى تحت مظلة واحدة.
قد يشهد التصويت توجهًا "عقابيًا" ضد بعض المرشحين أو القوى السياسية، سواء بسبب خلافات سابقة أو أداء غير مُرضٍ في فترات سابقة. هذا النوع من التصويت يعكس رغبة الناخبين في التغيير أو التعبير عن استيائهم من تهميش بعض المراكز أو العائلات.
لا يمكن استبعاد أن تكون هذه الانتخابات فرصة لـ"تصفية حسابات" بين القوى السياسية المتنافسة في الإسماعيلية. قد تستغل بعض الأطراف هذه الفرصة لتوجيه ضربة لمنافسيها أو لإعادة ترتيب أوراقها السياسية، خاصة بعد صراع المقاعد النيابية في انتخابات سابقة.
لا يزال للعصبيات القبلية والعائلية تأثيرها الملحوظ في بعض المناطق، وقد تلعب دورًا حاسمًا في حشد الأصوات لصالح مرشحين معينين، مما يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي، ويثير تساؤلات حول مدى قدرة المرشحين على تجاوز الانتماءات الضيقة لصالح تمثيل المحافظة ككل.
باختصار، فإن المقعد اليتيم لمجلس الشيوخ بالإسماعيلية ليس مجرد مقعد برلماني، بل هو ساحة محتملة لمعركة سياسية متعددة الأبعاد، تعكس تداخل القوى والنفوذ داخل المحافظة، وتهدد بحرمان شرائح واسعة من التمثيل حال استمرارية الانقسامات. الأيام القادمة ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت، وستكشف عن الوجه الحقيقي لهذه المعركة الانتخابية التي تنتظرها الإسماعيلية بشغف وترقب.
اترك تعليق