رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
سيلان الأنف.. متى يتحول من إزعاج بسيط إلى خطر على صحتك؟
كثير من الناس يعتبرون سيلان أو احتقان الأنف مجرد عرض مزعج يرافق نزلات البرد أو الحساسية، وغالبًا ما يكتفون باستخدام المناديل أو القطرات ثم يمضون يومهم كالمعتاد، دون أن يدركوا أن الإهمال في هذه الحالة قد يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر مما يتخيلون.
يُحذر الدكتور دميتري دينيسوف، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، من أن سيلان الأنف البسيط يمكن أن يتطور بسرعة إلى التهابات في الجيوب الأنفية، مثل الجيوب الجبهية أو تلك الواقعة خلف العينين. الخطر الحقيقي يبدأ عندما يصاحب السيلان أعراض إضافية مثل صداع شديد، أو شعور بثقل في الوجه، أو ظهور إفرازات غريبة من الأنف.
ويضيف الدكتور أن كثيرين يعتقدون أن لون الإفرازات هو العامل الأهم في التشخيص، لكنه يوضح أن لونها لا يكون دائمًا مؤشرًا دقيقًا، ما لم يصاحبه ظهور دم أو جلطات داخل المخاط، وهنا تصبح الاستشارة الطبية ضرورية وفورية.
وإذا استمر السيلان أكثر من عشرة إلى أربعة عشر يومًا، وكان مصحوبًا بألم أو احتقان لا يتحسن، أو بإفرازات دموية، فيجب عدم التأخير في زيارة الطبيب، خصوصًا للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الأنف أو الذين لديهم لحميات أو انحراف في الحاجز الأنفي.
وفي الوقت الذي يلجأ فيه كثيرون مباشرة إلى القطرات والبخاخات المضادة للاحتقان، يشدد الدكتور على ضرورة الحذر. فالاستخدام المفرط لها قد يسبب التهابًا مزمنًا يُعرف باسم "التهاب الأنف الناتج عن الأدوية"، وهي حالة تجعل الشخص غير قادر على التنفس الطبيعي دون استخدام البخاخ.
يوصي الطبيب باستخدام البخاخات بدلًا من القطرات لأنها توزع الدواء بشكل متساوٍ داخل الأنف، لكن بشرط استخدامها مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا فقط، ولمدة لا تتجاوز خمسة أو ستة أيام. وإذا لم تتحسن الحالة خلال هذه الفترة أو ظهرت أعراض جانبية، فيجب التوقف والرجوع للطبيب.
أما مضادات الهيستامين، فهي تفيد فقط في حالات الحساسية، ولا دور لها في حالات سيلان الأنف الناتج عن الفيروسات مثل نزلات البرد. وبالتالي، استخدامها دون داعٍ قد يُجهد الجسم دون فائدة حقيقية.
وأخيرًا، يشير الطبيب إلى أن غسيل الأنف بالمحلول الملحي يساعد على تخفيف الأعراض، لكنه لا يُسرّع الشفاء ولا يمنع تطور الحالة. وإذا شعر المريض بانزعاج أو تحسس من هذا الغسيل، فلا داعي لمواصلته.
اترك تعليق