في قلب محافظة الشرقية تتربع الصالحية القديمة كإحدى أهم القرى الزراعية في مصر وواحة خضراء تصدّر آلاف الأطنان من الفاكهة والخضروات إلى أسواق الجملة داخل الجمهورية وخارجها.. لكنها وعلى النقيض من هذا الزخم الإنتاجي تعاني من حرمانٍ صارخ في أبسط حقوقها الصحية والخدمية، إذ لا تزال مستشفاها الحكومي محلك سر منذ هدمه في عام 2021، دون أن تتحرك عجلة البناء من جديد، بينما تحولت أرضه إلى مأوى للكلاب الضالة ومصدر حزن يومي لأهالي القرية ومعها،
تقف محطة معالجة الصرف الصحي عند حدود وعود لم تكتمل، رغم تنفيذ أكثر من 70% من المشروع، مما جعل مناطق كاملة بلا خدمة حتى اليوم.
يقول محمد أحمد الشافعي، أحد أبناء قرية الصالحية القديمة، في عام 2021 تم هدم مستشفى الصالحية القديمة المركزي تمهيدًا لبناء صرح طبي جديد يخدم أكثر من 80 ألف نسمة داخل المدينة، إضافة إلى أكثر من 30 ألف نسمة في الظهير الصحراوي للقرية.. لكن وبعد مرور أكثر من أربع سنوات، لم تُحرك أية معدات، ولم تُدق أولى أساسات المبنى، ليبقى المشهد على حاله أرض فضاء، تُحيطها أسوار هشة، وتتجول بها الكلاب الضالة.
يضيف هشام احمد خليفة أن غياب المستشفى يفرض معاناة يومية على الأهالي، حيث يضطر المرضى إلى قطع عشرات الكيلومترات للعلاج في مستشفيات فاقوس أو الزقازيق والإسماعيلية، مما يُفاقم معاناة كبار السن والحالات الطارئة.
يشير محمد سليمان شعلان، لم يكن ملف المستشفى هو الجرح الوحيد النازف فمشروع الصرف الصحي يُعد مثالًا آخر على المشروعات المتوقفة فبحسب الشافعي، فإن أهالي القرية تبرعوا في عام 2009 بقطعة أرض استجابة لشرط الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، وبالفعل تم تنفيذ ما يقرب من 70% من المشروع، بما يشمل إنشاء خط الطرد الرئيسي للمحطة، لكنه لم يُفعَّل بعد في عدة مناطق، ما حرم آلاف المواطنين في مناطق مثل الكبايشة، القواعدة، العكاشات، الريشة، عرب قريقر، والشوارد من الاستفادة من الخدمة.
ويتساءل محمد محمود سليمان، كيف لمشروع أن يكتمل بنسبة كبيرة ولا يزال معطلًا؟ الأهالي أنهكهم الصرف في الطرنشات علاوة على انتشار الأوبئة نتيجة الطفح خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة".
ورغم ما تعانيه الصالحية القديمة، فإنها تمثل واحدة من أهم القرى الزراعية المصدرة للخضر والفاكهة في مصر، بفضل موقعها الجغرافي وتربتها الخصبة ووجود مزارع على طراز عالمي وتساهم القرية بشكل كبير في تغذية أسواق الجملة في العبور، و6 أكتوبر، وبلبيس، والمنصورة، وهو ما يجعل تجاهل البنية التحتية والصحية بها أمرًا يصعب تبريره.
وجّه محمد الشافعي نداءً إلى المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية للتدخل العاجل من أجل إنهاء هذه الأزمات، التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، مؤكدًا على ثقته في قدرته على حل هذه المشكلات المزمنة رحمة بالسكان.
اترك تعليق