هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

سيوة.. أيقونة السحر والجمال فى قلب الصحراء

بحيرات الملح.. قبلة عشاق الاستشفاء والسياحة الروحية
جبل "الدكرور" وقلعة شالى الإسلامية
ومعبدي التنبؤات وآمون.. أشهر المعالم

في قلب الصحراء الغربية وعلى بُعد مئات الكيلومترات من صخب المدن وزحامها تقبع واحة سيوة كجوهرة طبيعية نادرة تنبض بالحياة والسحر والهدوء، وبينما تتعدد معالم الجمال فيها تظل بحيرات الملح واحدة من أبرز مفاتيح الجذب التي جعلت من سيوة وجهة مفضلة لعشاق الاستشفاء والطبيعة البكر والسياحة الروحية.


لوحة فنية ساحرة على أرض الملح بحيرات الملح في سيوة لم تعد مجرد مظهر طبيعي بل تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى ظاهرة سياحية عالمية يقصدها المصريون والسياح العرب والأجانب من كل حدب وصوب، بحثًا عن الشفاء الجسدي والصفاء النفسي، وسط مشهد طبيعي يخطف الأنفاس. هذه البحيرات الفيروزية ظهرت بفعل عمليات استخراج الملح الصخري من المناجم القديمة، حيث تُحفر قطاعات طولية يتراوح عمقها بين 3 و4 أمتار، تتجمّع فيها المياه النقية، لتصنع لوحة استثنائية تجمع بين شفافية المياه وبياض الملح الناصع على الجوانب، كأنها بحيرات محاطة بالثلوج.

رحلة إلى قلب الهدوء

يقول الشيخ عمر راجح، أحد عواقل سيوة، إن بحيرات الملح تقع شرقي الواحة بنحو 30 كيلومترًا، وتُعد الرحلة إليها مغامرة ممتعة بحد ذاتها، إذ يمر الزائر بدروب رملية ومدقات ترابية وسط مزارع النخيل الكثيفة، مما يضاعف الإحساس بالانعزال عن الحياة المدنية والدخول في أجواء بدائية خلابة، تنقلك إلى عالم من الصفاء والسكينة.

السباحة بلا خوف.. والعلاج بلا دواء

بحسب محمد عمران جيري، عضو مجلس إدارة إحدى الجمعيات السياحية ومدير مكتبة "مثر" بسيوة، فإن السباحة في بحيرات الملح تجربة لا تُنسى، حيث يطفو الجسم تلقائيًا بفعل تركيز الأملاح العالي، مما يمنع الغرق ويوفر إحساسًا بالأمان والاسترخاء، بالإضافة إلى تأثيراتها الفورية على الحالة النفسية والنشاط العام. ويؤكد أن هذه البحيرات باتت مقصدًا دائمًا للباحثين عن العلاج من الأمراض الجلدية أو التخلص من التوتر والطاقة السلبية، لافتًا إلى أن شركات السياحة تنظم رحلات منتظمة للمنطقة خصيصًا لهذا الغرض.

واحة الحياة البدائية.. وفندق بلا كهرباء

تُعد سيوة نموذجًا فريدًا في الحفاظ على الطابع البيئي والمعماري الأصيل، إذ تُشيّد مبانيها وفنادقها من طابق أو طابقين فقط، وتُراعى فيها وحدة اللون والشكل على النمط السيوي القديم، بما يضفي على المكان سحرًا خاصًا ويعزّز الإحساس بالانسجام مع الطبيعة. ومن أبرز نماذج ذلك، فندق "أدرار أملال" البيئي، الذي استضاف شخصيات بارزة مثل الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، والذي يخلو تمامًا من مظاهر التكنولوجيا الحديثة، ليقدم تجربة استثنائية في العيش المتناغم مع الطبيعة.

ينابيع من التاريخ والطبيعة

لا تقتصر سيوة على بحيرات الملح وحدها، بل تضم أكثر من 200 عين مياه طبيعية، تختلف في خصائصها ما بين مياه ساخنة وكبريتية، تستخدم في العلاج، إلى جانب الحمامات الرملية، وجبل "الدكرور" الشهير، كما أن الواحة تحتضن كنوزًا أثرية متنوعة، منها قلعة شالي الإسلامية، معبد التنبؤات، جبل الموتى، ومعبد آمون الذي شهد تتويج الإسكندر الأكبر.

وبفضل جمالها الطبيعي وتاريخها العريق، أصبحت سيوة موقعًا مثاليًا لتصوير الأفلام والأعمال الفنية، ويقصدها الفنانين والمصورين من مختلف أنحاء العالم بحثًا عن الإلهام والجمال.

تجربة حياتية فريدة

في سيوة، كل شيء ينبض بالحياة رغم السكون. كل زاوية تحكي حكاية، وكل بحيرة تعكس روحًا. إنها المكان الذي تلتقي فيه الأرض بالسماء، والملح بالنقاء، والتاريخ بالطبيعة. فإذا كنت تبحث عن الصفاء، أو الاستشفاء، أو المغامرة في أحضان الصحراء، فلن تجد أنسب من بحيرات الملح في واحة سيوة لتبدأ منها الرحلة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق