لم يعد سرطان الرأس والرقبة مقتصرًا على المدخنين كما كان يُعتقد في السابق، فقد كشفت دراسات حديثة عن تزايد حالات الإصابة بين غير المدخنين، مما يسلط الضوء على عوامل خطر جديدة يجب عدم تجاهلها.
في هذا السياق، يؤكد الدكتور براشانت باوار، استشاري جراحة أورام الرأس والرقبة في مركز خوبشانداني للسرطان بالهند، أن هناك تحوّلًا ملحوظًا في طبيعة المصابين بهذا النوع من السرطان. إذ بات من الشائع أن يُشخّص به شباب يتمتعون بصحة جيدة، ولا يدخنون على الإطلاق.
فيروس الورم الحليمي البشري في دائرة الاتهام
يُعد فيروس الورم الحليمي البشري (وخاصة النوع 16) من أبرز العوامل المرتبطة بسرطانات الفم والبلعوم الفموي. هذا الفيروس يصيب القاعدة الخلفية للسان واللوزتين، ويُلاحظ بشكل أكبر بين فئة الشباب غير المدخنين، وخصوصًا من يعيشون في المدن ويملكون وصولًا أفضل للرعاية الصحية.
ورغم أن المصابين بسرطان مرتبط بفيروس الورم الحليمي يتمتعون باستجابة أفضل للعلاج، إلا أن ذلك لا يقلل من خطورة المرض وضرورة التشخيص المبكر.
التلوث وسوء نظافة الفم.. عوامل غير متوقعة
يضيف الدكتور باوار أن التعرض المستمر لتلوث الهواء والمواد الكيميائية الصناعية، خاصة في المناطق الحضرية، يسهم بدوره في زيادة خطر الإصابة. كما يُعتبر إهمال نظافة الفم، وسوء التغذية، والارتجاع المريئي المزمن، من العوامل المحفّزة أيضًا، حتى في غياب التدخين.
تأخر التشخيص.. مشكلة تواجه غير المدخنين
المشكلة الكبرى التي تواجه المرضى غير المدخنين هي تأخر التشخيص، إذ لا يتوقع الكثيرون منهم أن يكونوا معرضين لهذا النوع من السرطان. وبالتالي، يتم تجاهل أعراض مبكرة مثل بحة الصوت، التهاب الحلق المتكرر، أو وجود كتلة في الرقبة، ما يؤدي إلى تأخر في بدء العلاج.
التوعية واللقاح.. خط الدفاع الأول
يشدد الخبراء على أهمية التوعية المجتمعية بأعراض سرطان الرأس والرقبة، وخاصة لغير المدخنين. كما يُنصح بتطعيم المراهقين من الجنسين ضد فيروس الورم الحليمي البشري، للوقاية من هذه الأنواع من السرطان في المستقبل.
ورغم أن بعض سرطانات الرأس والرقبة المرتبطة بالفيروس تكون أسهل في العلاج وتحقق نسب شفاء مرتفعة، إلا أن الاكتشاف المبكر يظل العامل الأهم في تحسين فرص الشفاء الكامل.
اترك تعليق