في كثير من العلاقات الشخصية أو المهنية، قد نصادف أشخاصًا يتصرفون كما لو كانوا دائمًا ضحايا للظروف أو للآخرين. قد يبدو هذا السلوك محيرًا في البداية، لكنه غالبًا ما يكون تعبيرًا عن أزمات داخلية غير معلنة. فما الذي يدفع الإنسان للتمسك بهذا الدور؟ وهل يفعل ذلك بوعي أم دون أن يدرك؟
يشير بعض خبراء علم النفس إلى أن "دور الضحية" يعتبر سلوكًا نفسيًا يتبناه بعض الأشخاص هروبًا من تحمّل المسؤولية أو بسبب جروح نفسية عميقة. الشخص الذي يعيش في هذا الدور غالبًا ما يرى نفسه دومًا مظلومًا، ويُحمّل الآخرين أو الحياة سبب ما يمر به من معاناة، حتى لو لم تكن الأمور كذلك تمامًا.
من أبرز الأسباب النفسية لهذا السلوك:
التنشئة في بيئة غير داعمة: الأشخاص الذين نشأوا في أجواء يكثر فيها اللوم أو التجاهل قد يلجأون لدور الضحية كوسيلة لجذب الاهتمام أو التعاطف.
تدني احترام الذات: يشعر الشخص بعدم الكفاءة أو بعدم القدرة على التغيير، فيستسلم لدور المظلوم لأنه يشعر أنه لا يملك الأدوات النفسية للمواجهة.
التلاعب العاطفي: أحيانًا يُستخدم دور الضحية كوسيلة للسيطرة على من حوله أو لجذب الشفقة وكسب الامتيازات الاجتماعية أو العاطفية.
عدم القدرة على المواجهة: بدلًا من تحمل المسؤولية أو مواجهة التحديات، يُفضل الشخص أن يظهر كضحية ليبرر لنفسه وللآخرين تقاعسه أو إخفاقاته.
الخطير في الأمر أن التمادي في هذا الدور قد يؤدي إلى تكرار الأزمات النفسية، ويحول الشخص إلى سجين لمشاعر سلبية لا تنتهي، بدلًا من أن يبحث عن حلول أو يتحرر من القيود الداخلية.
في النهاية، إدراك الشخص لحقيقة هذا النمط السلوكي هو الخطوة الأولى للتغيير، ويليه طلب المساعدة النفسية أو تطوير الذات للخروج من دوامة "الضحية الأبدية".
اترك تعليق