في مشهدٍ مأساوي اختلطت فيه ألسنة اللهب بصراخ الجرحى وذهول المارة، لقي أربعة أشخاص مصرعهم، بينهم أطفال من أسرة واحدة، بينما أُصيب خمسة آخرون بإصابات متفرقة، إثر حادث تصادم مروع بين سيارتين ملاكي على الطريق الصحراوي شمال بوابة الرسوم بـ8 كيلومترات، أدى إلى اشتعال النيران في إحدى السيارتين وتفحم من بداخلها.
الأقدار كانت قاسية على أسرة جاءت من بورسعيد في رحلة لم تكتمل، لتُسجَّل أسماء أفرادها على قوائم ضحايا الطريق، فيما هرعت قوات الأمن والحماية المدنية إلى موقع الحادث لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسط حالة من الحزن خيمت على المستشفى الذي استقبل الضحايا والمصابين.
تلقى اللواء مجدي سالم، مدير أمن المنيا، إخطارًا من اللواء أشرف عبد المالك، حكمدار المديرية، يفيد بوقوع حادث مروري بالطريق الصحراوي، مما أسفر عن مصرع وإصابة 9 أشخاص.
وتولت الأجهزة الأمنية، بقيادة العميد أحمد عبد العزيز، مأمور مركز شرطة المنيا بتأمين موقع الحادث فيما تمكن العميد مصطفى دعبس، مدير إدارة الحماية المدنية، والرائد محمود فتحي بخيت، إخماد ألسنة اللهب في السيارة المتفحمة ، بينما تولى الرائد ربيع محروس تنظيم الحركة المرورية لتفادي تكدس السيارات على الطريق.
وكشفت المعاينة الأولية للواء حاتم ربيع، مدير المباحث الجنائية، أن السرعة الزائدة كانت وراء المأساة، إذ ارتطمت السيارتان ببعضهما البعض، ما أدى إلى اشتعال النيران في إحدى السيارتين بالكامل، وتفحم من كانوا بداخلها ، بطريق الجيش بحري بوابة الرسوم بـ8 كيلومترات، قادمة من وجه قبلي ومتجهة إلى وجه بحري، وبسبب السرعة الزائدة ارتطمت السيارتان، مما أسفر عن تفحم ثلاثة ركاب بداخلها، وهم:
ملك حسن فرغلى. هيام قطب عبد العزيز. زمكة حسن فرغلي، 10 سنوات طفل مقيمون بمحافظة بورسعيد. أسامة عبد الرسول السائح أحمد، 38 عامًا – بدون عمل – مقيم بمحافظة قنا.
فيما أُصيب كل من
حسن فرغلي شعبان، 63 عامًا سائق ونجليه ريهام ، 20 عامًا بدون عمل، يوسف 12 عامًا طالب مقيمون بمحافظة بورسعيد. عبد الراضي مصطفى أحمد، 75 عامًا بدون عمل ونجله محمد ، 25 عامًا بدون عمل مقيمون بمحافظة قنا
تمكن المقدم محمد عشيري، رئيس مباحث المركز، والرواد طارق عبد الناصر، وكيل مباحث المرور، والرائد محمد أحمد نشأت، وفتحي سعيد، والنقيب أحمد النبهاني، والمقدم فتحي سعيد من نقل المصابين بسيارات الإسعاف إلى مستشفى الصدر بالمنيا.
بينما تولى الرائد ربيع محروس من إدارة المرور تنظيم الحركة المرورية على الطريق الصحراوي لتسيير حركة السير ومنع تكدس السيارات.
في مستشفى الصدر بالمنيا برئاسة الدكتور شادي عبده، تحوّلت غرف الطوارئ إلى خلية نحل، بعد أن انتقلت الدكتورة نادية مكرم، وكيل وزارة الصحة، للإشراف بنفسها على حالة المصابين. وتنوعت الإصابات ما بين حروق من الدرجة الثانية، واشتباه كسور، ونزيف داخلي، وخرج بعض المصابين بعد تلقي الإسعافات الأولية، بحسب ما أكده الدكتور محمد عبد الرحيم، نائب مدير الرعاية الحرجة.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتولى المستشار محمود عبد العزيز، مدير نيابة قسم المنيا، التحقيق في الحادث، تحت إشراف المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا.
الطريق الذي لم يكتمل.. رسم نهاية حزينة لأسرة خرجت تبحث عن الحياة، فعادت في أكفان محروقة تشكو قسوة الإهمال وسرعة الفناء.
اترك تعليق