هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رئيس جامعة بني سويف في لحظة وفاء: كلمة من القلب ومسيرة من العطاء

في يوم الثلاثاء الموافق ٢٢ يوليو ٢٠٢٥، شهدت جامعة بني سويف يومًا استثنائيًا حمل اسم "يوم الوفاء"، حيث تم تكريم الأستاذ الدكتور منصور حسن، رئيس الجامعة، بمناسبة بلوغه سن التقاعد، في احتفالية مهيبة سادها التقدير والوفاء، وحضرها محافظ بني سويف، وأعضاء هيئة التدريس، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والطلاب، في مشهد حاشد يعكس ما يحظى به من محبة عميقة واحترام راسخ في نفوس الجميع.


وفي هذه المناسبة، ألقى الأستاذ الدكتور منصور حسن كلمة مؤثرة جاءت تلقائية وصادقة، عبّرت عن مشاعره في لحظة وداع عنوانها الامتنان والانتماء:

 

"بشكر تكريمكم، وحضوركم فوق دماغي. والله والله والله، دي أسعد حاجة عندي. الحضور اللي هو ملوش مصلحة، من غير مقابل، من غير رياء، الحضور لشخصي! في ناس تعبت، وجت من أماكن، وجت، وجت، وجت... ما كانش حد هيلومها لو ما جتش، ولا كنت هعرف إنها ما جتش، ولا كنت من حقي إن أنا أزعل، لكن وجودهم ده دليل على محبتهم ليا، يعني ده دليل فوق دماغي، ومش هنساه أبدًا.  هقعد طول عمري مدين لجامعة بني سويف، ولمحافظة بني سويف. في أي مكان أنا فيه، هخدم إن شاء الله لو من البيت! أتمنى إن أنا أكون سِبت سيرة كويسة، وأتمنى إن ما يكونش حد اتظلم في الطريق من غير قصد، يسامحنا. اللي أنا أقدر أقوله: إن أنا بحب شعب بني سويف، وبحب محافظة بني سويف، وبحبكم كلكم!

 

كل سنة وأنتم طيبين."

في كلمة صادقة نابعة من القلب، عبّر معالي الأستاذ الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، عن امتنانه العميق لتكريمه في يوم الوفاء، بمناسبة بلوغه سن التقاعد، حيث جاءت كلماته تلقائية، عامرة بالمحبة والتقدير، تعكس شخصية إنسانية متواضعة، أصيلة، ومخلصة في عطائها. لم تكن الكلمة مجرد شكر للحاضرين، بل كانت لحظة وجدانية كشفت عن عمق العلاقة بينه وبين الجامعة وأبنائها، وصدق الانتماء إلى الأرض التي خدمها بكل تفانٍ.

 

افتتح كلمته بعبارة دافئة قال فيها إن هذا الحضور "على راسي"، وهي عبارة تختصر احترامه وتقديره لكل من شارك في هذا اليوم، وتعكس روح التواضع التي تحكم سلوكه، وتُجسّد المكانة التي يحتلها كل فرد في قلبه، بعيدًا عن المناصب والمجاملات.

 

جاءت عباراته محملة بصدق الشعور، حين قال: "الحضور اللي هو ملوش مصلحة، من غير مقابل، من غير رياء"، ليُظهر تقديره للوفاء النقي، غير المشروط، من الحضور الكريم، الذي ضم شخصيات رفيعة مثل محافظ بني سويف، وأعضاء هيئة التدريس، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والطلاب، الذين شاركوه هذه اللحظة الاستثنائية، دلالة على ما يحظى به من محبة واحترام واسع.

 

ولم تغب سِمات الوفاء والتواضع والاعتراف بالجميل عن كلمته، حين قال: "هقعد طول عمري مدين لجامعة بني سويف، ولمحافظة بني سويف"، وهي عبارة تختصر مسيرته الإدارية والإنسانية، وتدل على أنه لم يكن يومًا باحثًا عن المناصب، بل عن الأثر الطيب الذي يتركه في القلوب. لقد كان حديثه حديث الأب والابن والأخ، الذي يدرك قيمة الود الإنساني أكثر من أي تكريم رسمي.

 

وفي نهاية كلمته، عبّر بصدق عن أمنية شخصية نبيلة، حين قال إنه يتمنى ألا يكون قد ظُلم أحد دون قصد، وطلب السماح ممن قد يكون تأذى في الطريق، وهي لفتة إنسانية رفيعة، تؤكد أن ضميره المهني كان حيًّا في كل قراراته، وأنه لا يحمل في قلبه إلا النية الطيبة والسعي للخير.

 

ولم ينسَ أن يُعلن محبته الكبيرة لشعب بني سويف، ومحافظتها، ولجميع الحضور، قائلاً: "أنا بحب شعب بني سويف، وبحب محافظة بني سويف، وبحبكم كلكم"، وهي عبارة تؤكد أن التكريم بالنسبة له ليس لحظة مجد، بل لحظة وداع مُحبة، تفيض امتنانًا ووفاءً.

 

إن شخصية الدكتور منصور حسن، كما ظهرت في كلمته، تتسم بالبساطة الرفيعة، والصدق النادر، والقيادة المتواضعة التي لا تُعلي من شأن الذات بقدر ما تُعلي من شأن الجماعة، فكان نموذجًا للمسؤول الذي يخدم من موقعه، ويخدم حتى من منزله، كما قال بتلقائيته المؤثرة: "هخدم إن شاء الله لو من البيت".

 

هكذا ودّع الدكتور منصور حسن منصبه، لا بسلطة المنصب، بل بقوة الحب والإخلاص، تاركًا خلفه سيرة لا تُنسى، وبصمة في قلوب كل من عرفوه، من طلاب وزملاء ومحبين.

 

بقلم
أ.د. حاتم سلامة صالح سلامة
أستاذ الأدب الإنجليزي
رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة - جامعة العريش





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق