هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أسواق اليوم الواحد..مواجهة الغلاء بلا وسطاء!!

المبادرة تستهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين بخفض الأسعار وكسر الاحتكار
الخــــــــــــبراء:
تسهم في خفض تكاليف النقل بربط المنتج
بالمستهلك دون حلقات وسيطة

تسريع دورة الإنتاج..تنشيط الأسواق..
وتعزيز قيمة الجنيه أمام الدولار

التوسع في المحافظات.. واستمرار الإعلان
عن أماكن التجمعات لتيسير تسويق المنتجات

التنسيق بين التجار والمحليات
لضمان وجود أسواق مستدامة تحقق المنافسة السعرية

تنويع البضائع..تشديد الرقابة..
وتحفيز المنتجين والمزارعين

في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الأساسية، برزت مبادرة "أسواق اليوم الواحد" كإحدى أدوات الدولة الطارئة لضبط الأسواق وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا.


 انطلقت المبادرة تحت إشراف مباشر من وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتنسيق مع المحافظات والجهات الرقابية، مستهدفة توفير السلع الغذائية والاستهلاكية بأسعار مخفضة تصل في بعض الحالات إلى 50%، من خلال ربط المنتج بالمستهلك مباشرة دون وسطاء.

وبينما تنتشر الأسواق في أكثر من 20 محافظة عبر مراحل متعددة، تُعد هذه المبادرة محاولة واقعية لكسر احتكار السلاسل الوسيطة وتقليل حلقات التداول، بما ينعكس على خفض أسعار السوق ومواجهة جشع بعض التجار، ومع افتتاح أكثر من 300 سوق متنقل حتى منتصف 2025، تطرح هذه التجربة عدة أسئلة حول فعاليتها، واستدامتها، وتأثيرها على المنظومة الاقتصادية الكلية، وهو ما يسعى هذا التحقيق إلى رصده وتحليله عبر استطلاع آراء الخبراء.

أسواق اليوم الواحد جاءت بمبادرة أطلقتها الدولة لتوفير السلع الأساسية خاصة الغذائية للمواطنين عن طريق ربط التاجر بالمستهلك مباشرة دون وسطاء لتقليل تكاليف السلعة، وقد نجحت تلك المبادرة حتى الآن في تخفيف الأعباء عن المواطنين وتسهيل حصولهم على احتياجاتهم من المواد الغذائية دون تحمليهم أي أعباء اضافية تنفيذا لتوجهات القيادة السياسية.

"الجمهوربة أون لاين" استطلعت آراء الخبراء حول أهمية أسواق اليوم الواحد ودورها المهم في تخفيف العبء عن المواطن، إذ أكدوا ضرورة تعميم هذه المبادرات فى شتى ربوع مصر لتحقيق الأهداف المرجوة كما أرادتها القيادة السياسية.

تخفيف الأعباء

يقول حاتم النجيب "نائب أول لرئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية": مبادرات أسواق اليوم الواحد تسهم بشكل كبير فى خفض أسعار السلع وكسر الاحتكار، حيث إنها تقرب البائع من المشترى وتساعد في توفير جميع احتياجات الأسر المصرية بأسعار مخفضة وتسهم أيضًا فى تقليل مصروفات الأسر وخفض التكاليف وسرعة تسويق المنتجات المختلفة سواء الخضراوات والفاكهة وغيرهما بالنسبة للتاجر وتسهيل وصوله للأسواق دون وسطاء والمهم هو انتشارها فى المحافظات.

أضاف إن أسواق اليوم الواحد وكذلك الأسواق الشعبية الدائمة التى تقام فى أيام معينة فى الأسبوع تعد بمثابة حلقة وصل بين التاجر والمستهلك.

أوضح أنه من المهم أن يتم الإعلان باستمرار عن أماكن إقامة تلك الأسواق في مختلف الأحياء والقرى التى تقام فيها مثل هذه الأسواق لإلقاء الضوء عليها بشكل مكثف حتى يتحقق الهدف من إنشائها.

ولقد وجهنا التجار بضرورة المشاركة فيها بشكل فعال حتى نسهم فى تخفيف الأعباء عن المواطنين، فالدعاية والإعلان وسيلة مهمة لنجاح هذه الاسواق واستمرارها في تحقيق الاهداف المرجوة منها.

أضاف النجيب، هناك معطيات أخرى لابد من مراعاتها وهى اماكن إقامتها، إذ لابد لكل محافظة وكل حى أو قرية أن تقوم بتخصيص مكان لإقامة أسواق اليوم الواحد، بعيدا عن الأسواق التقليدية، وبالقرب من التجمعات السكنية دون تكلفة على العارضين لأن زيادة أى تكلفة على البائعين سيتم تحميلها لسعر المنتج النهائي، كما أن قربها من أماكن الإنتاج يضمن تجنب ارتفاع اسعار السلع الناتج عن ارتفاع تكاليف النقل.

زيادة القوة الشرائية

ومن جانبها أكدت د.شيماء بهيج أستاذة الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن ارتفاع الأسعار خاصة السلع الغذائية يؤثر فى دخل الأسر المصرية بشكل كبير، ويخفض من قوتها الشرائية، وبالتالى فإن توجه الدولة نحو إقامة أسواق اليوم الواحد وخفض أسعار السلع للوصول لسعر حقيقى دون وسيط يسهم فى زيادة القوة الشرائية للأسرة، كما أن تسهيل الوصول للسلع الغذائية بشكل أقل تكلفة من ذى قبل يحقق التوفير للمستهلك والحصول على سلع ذات جودة عالية نسبيا والابتعاد عن الوسطاء المستغلين ولكن أيضًا يجب أن تكون هذه الأسواق ثابتة وفى كل الأحياء والقرى ويتم الإعلان عنها بصورة جيدة لتسهيل وصول الأسر إليها مع مراعاة أن الاسواق فى مصر لا تحتاج إلى تجهيزات ضخمة ولكن مجرد مكان محدد يتم تنظيمه بشكل يسهل عملية عرض المنتجات والسلع ويسهل على المشترى التحرك فيه بحرية.

أضافت د. بهيج، إن من أبرز التحديات التى قد تواجه تلك المبادرة هى التجار أنفسهم والوسطاء، حيث سيتأثرون بشكل كبير بانخفاض الأسعار وأيضا التحديات الأخرى مثل نقل البضاعة والانتقال للمشترى وأماكن العرض والبيع ومن ثم فلابد من التعاون بين رجال الأعمال ورؤساء الأحياء لإقامة اسواق حضارية متنقلة ومستدامة للسلع المختلفة أسبوعيًا حتى تتحقق المنافسة السعرية مع السوق العادى لخدمة المستهلك.

تحديات المنتج المصرى

يقول د. إيهاب عز الدين أستاذ الاقتصاد المتفرغ بكلية التجارة جامعة عين شمس، إن السوق المصرى يواجه العديد من التحديات الكبرى التى تؤثر على أسعار المنتجات والسلع، ومنها الوسطاء والنقل والأرضية، علاوة على سعر صرف الدولار وندرة العمالة، فالدولة تسعى إلى تخطى هذه الصعوبات بتبني مثل هذه المبادرات التى تهدف لوصول السلع للمواطن بطريقة أسهل وأرخص وهو جهد مشكور.

أشار إلى أن هذه المبادرات تعتمد على وجود المنتِج والمستهلك دون وسيط ودون عمولات وتوفير مكان لسوق على نفقة الدولة دون دفع أرضية، وهذا يقلل من سعر المنتج زراعيًّا كان أو صناعيًا بنسبة لا تقل عن 30 % ولكن تبقى هناك تكلفة النقل والتشهيل وقدرة المنتِج المصرى على توصيل السلعة للمكان المطلوب وقدرة المحافظة والحى على توفير مكان للسوق واستمراره بشكل أسبوعى.

كانت الوزارة قد أكدت أن المبادرة لاقت نجاحًا فى مرحلتيها السابقتين، وهذا يضع المحافظين أمام تحدٍ جديد وهو زيادة انتشار هذه الأسواق وتنوعها واختيار أماكن السوق بما يتناسب مع الكثافة السكانية فى المحافظات المختلفة والسعى للوصول الى اكبر قدر من المستفيدين حتى تنجح الفكرة وتستمر.

أوضح عز الدين أن أى تخفيض فى أسعار السلع خاصة الغذائية يصب فى مصلحة الاقتصاد المصرى لأنها منتجات محلية زراعية أو صناعية تلقى رواجًا فى السوق وهى سلع مطلوبة دائما مما يقلل من أعباء الاصلاح الاقتصادى الذى تشهده مصر الان، ويخفض التكاليف بالنسبة للأسر

ويسرع دورة الإنتاج وحركة السوق ويوفر من ميزانية الأسرة مما يسهم فى رفع قيمة الجنيه أمام الدولار.

أكد أنه يجب أن يكون هناك توازن بين إقامة الأسواق فى المناطق التي تحتاج إليها، والمناطق المتوسطة والغنية أيضا وعدم اقتصارها على سلع بعينها.

قال: نحن فى مصر مشهورون بأسواق اليوم الواحد، مثل سوق الجمعة والأحد والخميس وسوق الاثنين، ولكن بعض هذه الأسواق متخصصة فى سلع معينة، مثل الأدوات الصحية والبعض الآخر متنوع يضم الخضار والفاكهة والملابس أيضا ولكن بعض هذه السلع "فرز تانى" أو مستعملة أما سوق الخضار والفاكهة والمنتجات الزراعية والأسماك واللحوم الحية والدواجن والمنتجات الأخرى كالملابس والأحذية خاصة الجديدة منها سيسهم فى رواج المنتج المصرى وسرعة وصوله للمشترى وانخفاض ثمنه.

أضاف كل هذا يحتاج إلى تقريب المسافة بين المنتج والمستهلك والاستمرارية وتحسين ظروف العرض بشكل يضمن وصول المستهلك إلى السوق بشكل أسرع، فالأسواق الشعبية كثيرة فى مصر ولكن تحتاج إلى تنظيم ورقابة مستمرة.

مبادرات جادة

أما د. محمود ربيع أستاذ الإدارة المحلية فيقول، إن المبادرات التى تتبناها الدولة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين هي مبادرات جادة ومهمة، وتحتاج إلى تضافر كل الجهود لإنجاحها، وهذا يجب أن يشمل تعاون المحليات فى الأحياء والمحافظات لتحديد أماكن إقامة مثل هذه الأسواق فى التجمعات السكانية التى تحتاجها وأيضا عدم تعارضها مع الأسواق المحلية وكذلك وضع استراتجية متكاملة لنشرها فى كل المحافظات خاصة التى تشهد ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمنتجات التى تحتاج إليها الأسر المصرية.

وقد شهدنا نجاح معارض مثل "أهلا رمضان" و"أهلا مدارس" التى أسهمت فى تخفيف أعباء الأسر المصرية ونتمنى أن يكون هناك استمرارية لها؛ ففكرة سوق اليوم الواحد لابد أن تشمل كل السلع التى تحتاجها الأسر مثل الملابس والأحذية والمواد الغذائية واللحوم والأسماك وتكون بالتعاون مع المنتجين فى محافظاتهم وقراهم مع تهيئة الأماكن التى ستقام فيها تلك الأسواق.

أشار د. ربيع إلى أن نجاح المحافظات فى إقامة نحو 300 سوق يدفع في اتجاه تعزيز هذه المبادرات والترويج لها بالتعاون مع الأجهزة المحلية فى المحافظات والأحياء والقرى وتقديم حوافز للمنتجين والمزارعين لعرض بضائعهم فى هذه الأسواق مع عدم التأثير على الأسواق التقليدية بل تحفيز القائمين عليها لخفض الأسعار أيضًا.

أوضح أنه فى أغلب الأحياء هناك أرض فضاء يمكن أن يقام عليها سوق اليوم الواحد بشكل مستمر ومريح وهذا دور المحليات الذى نتمنى أن تنهض به جميعا.

السيطرة على السوق

أكد سليمان فهمي "مدير عام بالتموين سابقًا" أن غياب الرقابة عن الأسواق يجعلها خارج سيطرة وزارة التموين فلا يتم تحديد الأسعار بشكل يتناسب مع الدخل والتكلفة، أما إذا تحققت الرقابة الغذائية فان ذلك من شأنه أن يضمن وجود منافسة قوية للأسواق التقليدية وهو أمر مطلوب والمهم هو الاستمرارية.

أضاف إن المنتج المصرى الزراعى أو الصناعى يمر بالعديد من المراحل حتى يصل الى المستهلك بداية من المزارع او الصانع مرورا بالوسيط والنقل والعمال حتى تاجر الجملة، ثم تاجر التجزئة كل هذا يسهم فى رفع السعر بشكل كبير واختفاء أى عنصر من هذه المنظومة يقلل من السعر ويخفض من تكاليفه وهو المطلوب.

وهذه المبادرات تسهم فى تقليل التكلفة التى يضعها التاجر على قيمة السلعة، ولكن لا بد من وضع أليات رقابية على هذه الأسواق حتى نضمن أن تصل السلعة "صناعية أو زراعية" إلى المستهلك بسعر التكلفة الذى يرضى المنتج أو المزارع وكذلك المستهلك.

كانت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، قد وجهت المحافظين بالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارتي التموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الأراضي والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية بالمحافظات للتوسع في تنفيذ أسواق اليوم الواحد، بهدف تقليل حلقات التداول الوسيطة مع توفير وإتاحة السلع بالتجمعات السكنية المختلفة وخاصة الأكثر احتياجا، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية وتكليفات رئيس مجلس الوزراء باللجنة العليا لضبط الأسواق وأسعار السلع.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق