استقبلت محطة السد العالي بمحافظة أسوان خلال الساعات الماضية أعدادًا متزايدة من المواطنين السودانيين يصلوا الى 1000 سودانى قادمين من مناطق مختلفة داخل مصر، استعدادًا للعودة إلى بلادهم عبر معبر "أرقين" البري و وسط أجواء امتزجت بمشاعر الأمل والقلق، في أجواء سادها الامتنان والتفاؤل ومع قرب عبورهم إلى السودان، عبّر العائدون عن امتنانهم لما وجدوه من ترحيب ومعاملة كريمة من الدولة المصرية والشعب ، إلى جانب حماسهم للعودة والمساهمة في بناء وطنهم ومعظمهم من العائلات التي لجأت إلى مصر هربًا من النزاع المسلح، و أعربوا عن ارتياحهم للعودة إلى الوطن رغم التحديات، مؤكدين رغبتهم في بدء صفحة جديدة بعد أشهر من التهجير والظروف المعيشية الصعبة في مناطق اللجوء.
قال أحمد . ر أحد العائدين في تصريح خاص لجريدة الجمهورية نعود إلى بلادنا وكلنا أمل في أن يعمّ السلام ،، لكننا لم نشعر للحظة اننا خارج وطنا السودان من حسن استقبال و ضيافة و أحب ان اشكر الرئيس السيسي على مساعدتنا وفتح لنا البلد واستقبلنا كاننا شعب واحد وندعوا له كثيرا فانه نعم القائد ونعم الأب الرحيم الذى رحم ضعفنا اثناء الحرب وقدم لنا المساعدات التى نحتاجها دون تردد و ضمنا فى احضانه و اعتربنا شعبه لن ننسى هذا الزعيم العظيم الذى وقف فى ظهرنا وسندنا حتى العودة لبلادنا ،، سنظل ندعوا له وللشعب المصرى حتى الوفاه على ما قدموه لنا ولاولادنا و هنا نتوقف عند مقولة ان مصر والسودان دول شقيقة ،، والاخوه يظهروا عند الشدائد .
أحمد.م 40 عامًا ،، قال وهو يودّع أحد معارفه المصريين ،، نحن ممتنين جدًا لمصر حكومة وشعبًا. وجدنا هنا الأمان والكرم. والآن، راجعين بلدنا، قلوبنا مليانة أمل.
كما ذكرت ليلى.س (34 سنة)، كانت برفقة ابنتها الصغيرة،،، ان مصر كانت حضن دافئ لنا في وقت الأزمة. نحن الان عائدين بلدنا بحب كبير، ونشكر كل من وقف معانا.
عبدالله.ع طالب جامعي، 23 سنة تحدث عن علاقاته في مصر، قائلاً اتعرفت على أهالى طيبين جدًا في مصر، وعمري ما شعرت بالغربة لدرجة ان توطدت علاقتنا بشكل أكبر. لكن الوقت مر سريعا ويجب العودة واستكمال المشوار في السودان.
نجلاء.ح معلمة، 46 سنة، عبّرت عن سعادتها بالعودة قائلة أنا فخورة بإن مصر كانت ومازالت المكان اللي احتضننا. والآن، عادت لنا الروح لما علمنا بخبر عودتنا لبلدنا مرة اخرى . الدعاء الوحيد ان السلام يعمّ.
محمد.ك متقاعد، 61 سنة، قال مصر بلد شقيق، وما شفنا منها إلا الخير. نرجع السودان بدعوات من أهل مصر الطيبين، ونشيل في قلبنا كل التقدير."
فيما أضافت السيدة السودانية حميدة . م التى كانت تصطحب أطفالها الثلاثة ،، الوضع في مصر كان آمن جدا لاسرتى واهلى واحبابى ولم نشعر للحظة بالغربة واننا فى بلاد غير وطنا ، لكن الحياة لم تكن سهلة مع فراق الاهل والاصدقاء والجيران الآن نعود إلى وطننا و أهلنا الذي تركناهم خلفنا و نعيد بناء ما فقدناه.
محمود.ع (42 سنة)، عامل من الخرطوم، قال
أنا لم أنوى العودة للسودان بسبب شعورى بانى فى بلدى من حسن المعاملة لكن الظروف صعبة بسبب فراق الاحبة بالسودان. رجوعنا يمكن فيه مخاطرة، لكن ما في مكان أغلى من اهلنا و ملاقة الاهالى والاصدقاء السودانين الذين فارقناهم اثناء الحرب.
فاطمة.س (ربة منزل، 36 سنة)، كانت تنتظر الحافلة مع أطفالها الاثنين، وأوضحت:
أنا عشت شهور في القاهرة، الاهالى فى غاية الطيبة وفتحوا منازلهم لنا ولم يترددوا للحظة فى مساعدتنا و احساسنا اننا داخل منازلنا وبلادنا وسعوا جاهدين تحقيق ورسم الابتسامة على وجوهنا و وجوه اطفالنا لكن لا نستطيع الاستمرار دايمًا على المساعدات ،، فانهم كانوا يساعدونا دائما من اجل الشعور بحياة كريمة ولكن يجب ان نرجع ونحاول نبدأ من جديد.
محمد.ن (طالب جامعي، 21 سنة)، عبّر عن قلقه من المستقبل، قائلاً رجعت لملاقاة أهلي هناك، لكن الدراسة توقفت والوضع الأمني صعب. ما عارف إذا نقدر نكمل تعليم أو حتى نلاقي أمان فانا مصر شعرتنا بالامان والاطمئنان ولم نحس للحظة اننا فى بلاد غربة .
حنان.م (53 سنة)، قالت بصوت متأثرة سنترك بلادنا الجميلة مصر فمنذ قديم الاذل معروف ان مصر والسودان شقيقتان و دولة و شعب واحد لا يفرقنا الا خطوات قليلة و ما وجدناه داخل مصر لم نراه او سنراه داخل اى دولة اخرى من حب وترحاب و ضيافة ، و لكن مهما حدث داخل بلدنا يجب ان نعود حتى نعمر بلادنا بعد الحروب التى حدثت بداخلها ولن ننسى ايدا ان مصر فتحت لنا أبوابها واستقبلتنا فى عز ضعفنا وحروبنا ،،، شكرا لكل الشعب المصرى على حسب الضيافة والاستقبال والمساعدات .
عبدالرحيم.ك (سائق، 47 سنة)، كان يحمل حقائبه وقال مبتسمًا لم اجد شعب يشبهنا ولديه هذه الطيبة الا الشعب المصرى حيث فتحوا ابوابهم لنا بكل حب و ود واستقبلونا بدون مقابل و لكن حان موعد الرحيل لبلادنا واهلنا بالسودان. ولدى امل ان نعمر بلادنا مرة اخرى ولن ننسى ابدا اهالينا داخل مصر ونتمنى من اهلنا المصريين ان يدعوا لنا بان الحرب ما تدوم، وإن شاء الله نرجع نعيش أحسن من الأول.
وعلى الجانب المصري، كثّفت الأجهزة المعنية في محافظة أسوان جهودها لتوفير الدعم اللوجستي والطبي للعائدين، بالتعاون مع منظمات إنسانية. وشملت الإجراءات توفير نقاط طبية متنقلة داخل المحطة، وتقديم مواد غذائية، وتنظيم حركة الحافلات التي تقل العائدين إلى المعبر الحدودي.
وأكد مصدر مسؤول بمحطة السد العالي ،، هناك تنسيق يومي مع الجهات المعنية لتسهيل عبور الأشقاء السودانيين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم حتى مغادرتهم الأراضي المصرية.
اترك تعليق