الابتلاء سُنَّة إلهية جارية لتمييز الخبيث من الطيب، وتمحيص القلوب واختبار الصبر والإيمان.
وقد ورد ذكره في آيات كثيرة من كتاب الله، منها:
قوله تعالى:
" أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" البقرة: 214
وقوله تعالى:
﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين﴾..آل عمران: 142
وقوله تعالى:
﴿كل نفس ذائقة الموت، ونبلوكم بالشر والخير فتنة، وإلينا تُرجعون﴾..الأنبياء: 35
وفي هذا السياق، أشار الدكتور أحمد محمود الجبالي، رئيس قسم البلاغة والنقد بجامعة الأزهر الشريف، إلى أن:
تكرار قوله تعالى: "رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" يُعلِّمنا معنى الرضا الحقيقي عن الله تعالى،
فالرضا عن الله لا يظهر فقط في لحظات النِعَم، بل في البلاء أيضًا، حين يمتلئ القلب يقينًا أن الله ما أراد بك إلا خيرًا.
الرضا عن الله يعني:
أن تتوقف عن الشكوى للبشر، وتبث شكواك إلى الله وحده
أن ترضى إذا أعطاك، وإذا منعك
أن تحمده في الصحة كما تحمده في المرض
أن تفوّض الأمر كله له، فيطمئن قلبك مهما كانت الحال
رضا المؤمن عن ربّه هو مفتاح الطمأنينة في دار الابتلاء.
اترك تعليق