يشهد شهر يوليو الحالي رحيل عدد كبير من رموز الفن ومن بين هؤلاء تحل ذكرى رحيل واحد من أهم المخرجين فى تاريخ العصر الذهبى فى السينما المصرية ، هو المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار، والذى قدم العديد من الأعمال الفنية التى حققت تجاح كبير وتظل بينا حتى الأن.
٣ من أعماله ضمن أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية
اختار النقاد عام 1996، ثلاثة من أفلامه ضمن أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية كلها، هي امرأة في الطريق، رد قلبي، والرجل الثاني، وهو ما يؤكد أهمية الأعمال التي أخرجها عز الدين ذو الفقار
كما أن "الشموع السوداء " أحد الأفلام التي تظل بالذاكرة، ليس للأداء الجيد للأبطال فقط، وانما أيضا لاخراجه المتميز والذي يوحي بأن المخرج صاحب باع طويل في فن الاخراج، ليس هذا الفيلم فقط وانما أيضا أفلام كنهر الحب، بين الأطلال، والتي أخرجها عز الدين ذو الفقار، مع 27 فيلما آخر، لتكون حصيلة ما قام باخراجه من الأفلام السينمائية هو 30 فليما، برغم رحيله المبكر عن عن عمر 44 عاماً فقط .
عز الدين ولد في 28 أكتوبر عام 1919، وفي طفولته كان حريصا على تعليمه، فتفوق وحصل على منحة مجانية التعليم، وكافأه والده على هذا، فاستغل عز المال الذي حصل عليه من والده في شراء الكتب ومشاهدة الأفلام السينمائية، وكأنما كانت السينما هي اختياره منذ الطفولة، وبرغم حبه للكتب التي تغوص في النفس الانسانية والروحانيات الا أنه وجد نفسه مدفوعا للالتحاق بالكلية الحربية ليتخرج ضابطاً بها، ويستمر في أداء واجبه الوطني حتى يصاب باكتئاب شديد بعد وفاة والده، ويذهب لطبيب نفسي فينصحه بالابتعاد عن الجيش وأن يبحث عن مهنة أخرى يخرج بها ما بداخله وهو ما حدث حيث تحول الى الفن والسينما .
وجاءته دعوة من المخرج محمد عبد الجواد مساعد المخرج الراحل كمال سليم رائد الواقعية المصرية والذي ارتبط عز به كثيرا قبل رحيله، لتكون انطلاقته ويتحول من مساعد مخرج الى مخرج مشهور، بل ويصبح المخرج محمد عبد الجواد مساعدا له، وقدم العديد من الأفلام والتي تعتبر أحد أهم العلامات في تاريخ السينما المصرية : أسير الظلام 1947، اجازة في جهنم 1949، اسألوا قلبي 1952، بين الأطلال 1959، الشموع السوداء 1962، ونهر الحب 1960، وحطم فيلم "رد قلبي" الذي أخرجه في عام 1957 - وعرض بجميع دور العرض في القاهرة والاسكندرية - الأرقام القياسية في ذلك الوقت، ووصل أجر مخرجه الى خمسة آلاف جنيه وكان ذلك أعلى أجر يحصل عليه أي مخرج آنذاك .
تزوج عز الدين لأول مرة من الفنانة الشابة حينذاك فاتن حمامة، والتي أنجب منها نادية، وأثناء زواجهما قدما معا عدداً من الأفلام، وكانت البداية مع فيلم أبوزيد الهلالي عام 1947، وأتي بعده عدة أفلام سينمائية متميزة أهمها أنا الماضي 1951، سلوا قلبي 1952، موعد مع الحياة 1953، موعد مع السعادة 1954، طريق الأمل 1957، امرأة في الطريق 1958، بين الأطلال 1959، نهر الحب 1960، وهو آخر افلامهما معاً قبل انفصالهما، وعلقت فاتن على انفصالهما بقولها أن العلاقة بينهما كانت علاقة تلميذة منبهرة بأستاذها أكثر منها علاقة حبيبين، وتزوج للمرة الثانية من كوثر شفيق وعاشا معا حتى وفاته .
رحل المخرج عز الدين ذوالفقار في أول يوليو عام 1963 وهو في الرابعة والأربعين من عمره تاركاً خلفه 33 فيلماً قدمها خلال 16 عاماً.
اترك تعليق