هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب
أ.د. حاتم سلامة صالح سلامة
أ.د. حاتم سلامة صالح سلامة

في العصر الحديث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للشباب، حيث يقضون ساعات طويلة على منصات مثل فيسبوك، إنستجرام، تيك توك، وسناب شات. ورغم أن هذه المنصات قد وفرت فرصًا كبيرة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، إلا أن تأثيرها على الصحة النفسية للشباب أصبح مصدر قلق متزايد لدى الأطباء النفسيين والباحثين في علم النفس.


أحد أبرز الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي هو زيادة معدلات القلق والتوتر بين الشباب. فالتعرض المستمر للمقارنات الاجتماعية من خلال الصور والمنشورات قد يؤدي إلى شعور بالنقص وعدم الرضا عن النفس. كما أظهرت العديد من الدراسات أن الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يعانون من مشاعر القلق والتوتر أكثر من أولئك الذين يستخدمونها باعتدال.

 

بالإضافة إلى ذلك، تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العزلة الاجتماعية، حيث يعتقد البعض أن التفاعل الافتراضي يغني عن التواصل الواقعي، مما يؤدي إلى تدهور مهارات التواصل الاجتماعي وضعف العلاقات الحقيقية. هذا النمط من الحياة قد يخلق شعورًا بالوحدة والاكتئاب لدى العديد من الشباب.

 

من ناحية أخرى، تمثل ظاهرة التنمر الإلكتروني تحديًا خطيرًا لصحة الشباب النفسية، حيث يتعرض البعض للتنمر والسخرية والتهديدات من خلال الإنترنت، مما يؤدي إلى أضرار نفسية قد تصل إلى الاكتئاب الحاد وأحيانًا التفكير في الانتحار.

 

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث توفر بعض المنصات فضاءات للدعم النفسي والتواصل مع الأصدقاء وتبادل الخبرات. لكن المشكلة الأساسية تكمن في سوء الاستخدام والإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات دون رقابة أو وعي، مما يؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة النفسية والجسدية معًا.

 

لحماية الشباب من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، من الضروري نشر الوعي حول الاستخدام الآمن والمعتدل لهذه المنصات، إلى جانب تشجيعهم على قضاء وقت كافٍ في الأنشطة الواقعية مثل ممارسة الرياضة، القراءة، والهوايات المفيدة التي تسهم في تحسين الصحة النفسية.

 

وفي الختام، يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فهي تقدم فرصًا كبيرة للشباب، لكنها في الوقت نفسه تشكل تهديدًا خطيرًا لصحتهم النفسية إذا أُسيء استخدامها. لذا يبقى التوازن والوعي هما المفتاح للحفاظ على الصحة النفسية للشباب في ظل هذا العصر الرقمي الذي نعيشه.

 

بقلم:
أ.د. حاتم سلامة صالح سلامة
أستاذ الأدب الإنجليزي
رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة - جامعة العريش





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق