في إطار التحرك المبكر لمواجهة واحدة من أبرز التحديات البيئية الموسمية، أعلنت محافظة الشرقية بدء تنفيذ حزمة من الإجراءات الاستباقية لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز، وذلك تزامنًا مع قرب انطلاق موسم حصاد الأرز 2025، في خطوة تؤكد جدية الدولة في الحد من الملوثات وتحسين جودة الهواء والحفاظ على صحة المواطنين.
وأشاد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، بجهود جهاز شؤون البيئة في اتخاذ خطوات وقائية مبكرة للحد من التلوث، مؤكدًا أن المحافظة رفعت درجة الاستعداد القصوى لموسم الحصاد، من خلال تنفيذ منظومة متكاملة للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية، والحد من الحرق المكشوف، بالتنسيق مع رؤساء المراكز والمدن والأحياء، ومديرية الزراعة، وإدارة شؤون البيئة بالديوان العام.
وشدّد المحافظ على أهمية التوعية بخطورة حرق المخلفات، والتأكيد على تخصيص مواقع تجميع بعيدة عن الكتلة السكنية والطرق الرئيسية، بما يحقق السلامة البيئية والصحية.
أوضح الدكتور مجدي الحصري، رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالشرقية والإسماعيلية، أن الجهاز بدأ في استقبال طلبات فتح مواقع تجميع المخلفات الزراعية من قش الأرز وحطب الذرة لموسم 2025، وذلك بهدف التصدي لظاهرة الحرق المكشوف، وتنظيم عملية جمع وتدوير المخلفات الزراعية بما يتماشى مع أهداف الدولة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأشار الحصري إلى أن منح التراخيص لهذه المواقع سيتم وفقًا لعدة اشتراطات فنية وإدارية، تشمل وجود عقد إيجار ساري ومحدّد المدة للموقع المطلوب ترخيصه والحصول على موافقة الجهة الإدارية أو مديرية الزراعة على ممارسة النشاط وإعداد خطة تشغيلية واضحة تتضمن نوعية وكميات المخلفات، وطريقة تجهيزها للنقل (فرم أو كبس)، وأماكن استخدامها النهائي والالتزام الكامل بالاشتراطات الفنية أثناء تشغيل الموقع وتُمنح التراخيص لمدة عام واحد، قابلة للتجديد، وفقًا للكميات المتوقع جمعها في الموسم.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية وزارة البيئة الهادفة إلى خفض الانبعاثات، والاستفادة من المخلفات الزراعية في إنتاج الأعلاف والأسمدة، وتوفير فرص عمل موسمية في مواقع التجميع، مما يعزز من البعد الاقتصادي إلى جانب البعد البيئي للمبادرة.
اترك تعليق