في وقت يتنامى فيه دور الطاقة النووية كركيزة أساسية لمستقبل التنمية في مصر، يخرج من قلب مدرسة فريدة من نوعها طالب استثنائي، يحمل في قلبه طموحًا نوويًا وفي يده شهادة تفوق على مستوى الجمهورية.
إنه محمد هاني محمد أحمد، الطالب المتفوق بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة، والذي نجح في اقتناص المركز الأول على مستوى الجمهورية في دبلوم التعليم الفني الصناعي نظام الخمس سنوات، محققًا مجموعًا باهرًا بلغ 99.7%، ليكون بذلك رمزًا مشرفًا للعلم والانضباط والإصرار.
محمد، ابن حي بسيط في محافظة القاهرة، قرر منذ سنوات أن يسلك طريقًا غير تقليدي. لم ينجرف إلى التعليم العام، بل التحق بإحدى أكثر المدارس تخصصًا ونخبوية، متحديًا الغربة والبعد عن أسرته، من أجل هدفٍ وطني نبيل.
يقول محمد: "أسرتي مكونة من 4 أفراد، والدي سائق بهيئة النقل العام، ووالدتي ربة منزل، وأختي الأصغر متفوقة مثلي، والحمد لله كانوا سندي الحقيقي. كنت أتركهم كل سبت وأسافر إلى المدرسة الداخلية بمطروح، وأعود إليهم كل خميس.. كانت أيامًا صعبة، لكنها كانت ثمن النجاح".
ويتابع: "مدرستي كانت داخلي، والمذاكرة كانت تحت إشراف المدرسين على مدار اليوم.. الفضل كله لله، ثم لدعوات أهلي، ثم لأساتذتي في المدرسة الذين لم يقصروا لحظة في مساعدتي. وأنا الآن أحلم أن أكون ضمن الفريق الذي سيعمل في محطة الضبعة النووية.. نفسي أشارك في الحلم المصري الكبير".
في لفتة تقدير واعتزاز، قدمت نادية فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مطروح، التهنئة للطالب محمد هاني بعد تفوقه المشرف، مؤكدة أن محمد شرف المحافظة ومدرسته والمجتمع التعليمي الفني بأكمله.
وقالت في بيان رسمي:"هذا الإنجاز ليس فقط تقديرًا فرديًا، بل تتويج لجهود منظومة متكاملة. نثمن دور أولياء الأمور الذين وفروا الدعم والرعاية، والمدرسين الذين احتضنوا المواهب، والمدارس الفنية التي باتت اليوم مصنعًا للكفاءات. محمد وزملاؤه هم نواة جيل جديد من الفنيين والعلماء القادرين على النهوض بمصر في مجالات دقيقة كقطاع الطاقة النووية".
تجربة محمد هاني لا تتوقف عند النجاح الأكاديمي، بل تفتح بابًا واسعًا لإعادة النظر في مكانة التعليم الفني المتخصص في مصر. فمن قلب مدرسة الضبعة خرج طالب لا يحلم فقط بالحصول على وظيفة، بل يسعى ليكون جزءًا من مشروع وطني استراتيجي، مدفوعًا بحب الوطن وإيمانه بأن العلم والمهارة هما الطريق الحقيقي نحو التقدم.
اترك تعليق