يحتفل الجمهور وأسرة الفنان الراحل يوسف شعبان الأيام المقبلة بعيد ميلاده ،الذى قدم أعمال مميزة فى السينما والدراما والمسرح،لأكثر من 50 عاما ، قدم فيها العديد من الأعمال الفنية سينما مسرح ودراما وترك بصمة كبير فى تاريخ الفن المصري، وحفر إسمه داخل قلوب المشاهدين .
يوسف شعبان رحل عن عالمنا عن عمر يناهز التسعين عاماً. بعد مشوار حافل وطويل مع الفن قدم خلاله أكثر من مائة وخمسين عملاً تنوعت ما بين السينما والمسرح والتليفزيون. وإن كان للسينما النصيب الأكبر منها.
يوسف شعبان المولود في حي شبرا لأب كان يعمل مصمم إعلانات في "إيجيبشيان جازيت". ورث عن والده موهبة الرسم والتصميم. بعد أن تلقي تعليمه الأساسي في مدرسة الإسماعيلية. ثم حصل علي الثانوية العامة من المدرسة التوفيقية الكائنة بشارع شبرا حتي الآن. قرر الالتحاق بكلية الفنون الجميلة. لكن عائلته رفضت. وخيَّرته بين الالتحاق بكلية البوليس مثل أبناء أخواله. و الكلية الحربية مثل أبناء أعمامه. وتحت الضغط تقدم للالتحاق بالكلية الحربية لكنه لم يوفق في كشف الهيئة وقيل إنه تعمَّد عدم التوفيق. ولذلك أجبرته العائلة علي الالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس. وهناك تعرَّف علي أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع. والفنان سعيد عبدالغني. والكاتب إبراهيم نافع.
وبناء علي نصيحة كرم مطاوع التحق يوسف شعبان بفريق التمثيل بالكلية ثم تقدم إلي المعهد العالي للفنون المسرحية وتم قبوله بالمعهد. وعندما لم يستطع التركيز في المعهد والكلية والتوفيق بينهما. ترك الحقوق وهو في السنة الثالثة. وتفرَّغ للدراسة بالمعهد الذي تخرج فيه عام 1962.
وكأي فنان موهوب أتاحت له الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية أن يصقل موهبته. ويؤهل نفسه ليكون واحداً من الممثلين البارزين بعد ذلك فمن المعروف أن من يبدأ حياته بالوقوف علي خشبة المسرح يتعلم التمثيل علي أصوله. ويكون أكثر خبرة وتميزاً عن غيره عندما يعمل بالسينما أو بالتليفزيون.
قدم يوسف شعبان العديد من الأعمال المسرحية. منها "قطار الحب" مع ميرفت أمين. و"المصيدة" لأجاثا كريستي إخراج سعد أردش مع إلهام شاهين وجورج سيدهم. و"أرض النفاق". و"الطريق المسدود". و"شيء في صدري". و"السيدة حرمه" مع إسعاد يونس. وكان آخر عمل مسرحي له منذ عدة سنوات عرض "باب الفتوح" علي مسرح السلام ثم انتقل به إلي مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية. وهو من إنتاج البيت الفني للمسرح. تأليف محمود دياب وإخراج فهمي الخولي. وقدم خلاله شخصية أبو الفضل ذلك الرجل الذي تم طرده من القدس وقرر العودة إلي موطنه بعد غياب طويل. ويلتقي في رحلة عودته بالفارس الوهمي أسامة بن منصور.
علق يوسف شعبان وقتها علي عودته للمسرح قائلاً: أنا من عشاق المسرح الجاد الذي يحمل رسالة هادفة يتذوقها الجمهور. وعلينا جميعاً كفنانين أن نقف بجوار المسرح الذي يستحق منَّا كل اهتمام.
ومن الأدوار التي لا تُنسي أيضاً ليوسف شعبان دوره في مسرحية "دماء علي أستار الكعبة" الذي لعب بطولتها أمام سميحة أيوب علي خشبة المسرح القومي. من تأليف الشاعر فاروق جويدة.
أما في السينما التي قدم لها أكثر من مائة عمل. فقد كان أحد أبرز نجومها وكانت هناك منافسة شديدة بينه وبين العديد من النجوم أمثال رشدي أباظة. وكمال الشناوي. وصلاح ذوالفقار. وحسن يوسف. وشكري سرحان. وكان بعضهم ــ كما تردد ــ يغري المنتجين بتخفيض أجره حتي يستعين به بدلاً من يوسف شعبان.
في فترة السبعينيات قدم شخصية رجل شاذ في فيلم "حمام الملاطيلي". وعلي الرغم من اللغط الذي دار في مصر وخارجها حول هذا الدور. فقد حصل علي العديد من الجوائز المحلية والعالمية. وتقرر تدريس الدور في معهد السينما بأكاديمية الفنون.
لا أحد ينسي العديد من الأدوار التليفزيونية التي لعبها يوسف شعبان في مسلسلات مهمة وتُعد من علامات الدراما التليفزيونية . ومنها علي سبيل المثال لا الحصر: "الشهد والدموع". "المال والبنون". و"رأفت الهجان" وغيرها.
تجربة يوسف شعبان المهمة والطويلة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الموهبة وحدها لا تكفي. ربما تتكفل بإعطاء دفعة لصاحبها إلي الأمام. لكن الدراسة تمثل الوقود الذي يتزوَّد به الفنان لمواصلة تقدمه. وهو ما فعله يوسف شعبان الذي جمع بين الموهبة وبين الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية الذي ما من موهوب تخرج فيه إلا وتفوق علي أقرانه من غير الدارسين.
اترك تعليق