أجمعت الفتاوى الصادرة عن الأزهر الشريف على أن الهجر بين الآباء والأبناء لا يجوز شرعًا، إلا في حالات محدودة واستثنائية، تُقدَّر بقدرها، ويُراعى فيها الإصلاح ودرء الفتنة.
وفي هذا السياق، أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن علاقة الأبناء بآبائهم يجب أن تقوم على أوامر القرآن ونواهيه، لا على ما يُسمى بالحرية المطلقة التي تُحوّل الحوار بين الوالدين والأبناء إلى نقاش ندّي أو مجرّد صداقة، فذلك خروج عن المنهج الشرعي، وإثم ومعصية لا حرية.
وفي تعليقٍ له على بعض المشكلات المتداولة في هذا السياق، قال الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية:
"من المؤسف أن تتحول العلاقة بين الآباء والأبناء إلى قسوة متبادلة، بينما الأصل في هذه العلاقة أن تكون قائمة على المروءة والبر، ويأتي الشرع ليؤكد هذا المعنى ترسيخًا لروح الرحمة والتكامل الأسري".
وأشار إلى أن شفقة الأب على أولاده غالبةٌ بفطرته، ودعاؤه مستجاب، كما في الحديث الشريف:
"ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد لولده..." (رواه أبو داود)
حكم دعاء الأب قد يُستجاب عليه إذا دعا على ولده
وحول ما إذا كان دعاء الأب قد يُستجاب عليه إذا دعا على ولده، أضاف:
"الحديث النبوي الشريف جاء واضحًا:
"لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل" (رواه مسلم)
وهذا يدل على أن الدعاء إذا كان نابعًا من خصامٍ أو قطيعة رحم، يُخشى ألا يُستجاب له، بل يُعدّ ذلك بابًا من أبواب التقصير في صلة الرحم، وهو مما نهى الله عنه.
اترك تعليق