من أبلغ ما جاء في القرآن الكريم على لسان نبي الله شُعيب عليه السلام، قوله:
"وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" هود: 88.
فـ التوفيق هو من أعظم العطايا الإلهية التي يمنحها الله لمن يشاء من عباده، وهو أن يُهيئ لك الأسباب، ويلهمك الصواب، ويصرف عنك العجز والزلل.
وقد لخّص الإمام ابن القيم رحمه الله هذه الحقيقة بقوله:
"أجمعوا على أن التوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كل خير فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار، وصدق اللجإ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أُعطي العبد هذا المفتاح، فقد أراد الله أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح، بقي باب الخير مرتجًا دونه."
وفي هذا السياق، أشار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إلى أن الإرادة القلبية في الإصلاح من أعظم مفاتيح التوفيق، مستشهدًا بقول الله تعالى:
"إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا"
النساء: 35.
أن يُعجّل الله لك التوبة والرجوع إليه إذا أخطأت أو زللت، وأن يُلين قلبك للندم والإنابة.
قال تعالى:
"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وقال أيضًا:
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"
اترك تعليق