الغُسل يوم الجمعة من السنن المؤكدة. قال رسول الله ﷺ: "غُسل يوم الجمعة واجب على كل مُحتلِم، والسواك، وأن يمس من الطيب ما قدر عليه" [رواه البخاري ومسلم].
فالغُسل يوم الجمعة ليس مجرد طهارة حسية، بل هو استعداد للقاء الله في بيت من بيوته، وتعبير عن توقير هذه الشعيرة، وحسن الاستعداد لسماع الخطبة، والجلوس بين المؤمنين بروح نظيفة وجسد طاهر.
وذكرت دار الإفتاء رداً على سؤال عن حكم غُسْل الجمعة، وهل هو من الواجبات؟ أنه قد شُرِع في الجمعة الظهور بالـمَظْهَر الحَسَن الذي يستدعي الاغتسال والتطيب، حتى لا يتأذَّى الناس من بعضهم برائحةٍ كريهة.
واتفق فقهاء المذاهب الأربعة أيضًا على أنَّ درجة هذه المشروعية من حيث الأصل هي السُّنَّة والاستحباب، وليس الوجوب؛ قال العلامة ابن مودود الموصلي في "الاختيار لتعليل المختار" (1/ 13):[قال: (وغسل الجمعة والعيدين والإحرام سنة) وقيل: مستحب] اهـ.
وبناءً على ذلك: فإنَّ غُسْل الجمعة سُنَّة لمَن يحضر الجمعة وإن لم تجب عليه؛ كالصبي والمرأة، ويتأكد استحباب الالتزام به خروجًا مِن خلاف مَن قال بوجوبه من أهل العلم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق