في واحدة من أصدق المشاهد التي تجسّد التقدير ورد الجميل، أوفى اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بوعده الذي قطعه خلال جولة تفقدية بقرية الجزائر التابعة لمركز سمالوط، حيث سلّم كرسيًا كهربائيًا متحركًا إلى الحاج منصور محمد أحمد، أحد كبار السن بالقرية، على نفقته الخاصة، خلال ساعة واحدة فقط من وعده.
أثناء تفقد المحافظ وحدة طب الأسرة بالقرية، استوقفه الحاج منصور، رجل مُسن تبرع قبل أكثر من نصف قرن بقطعة أرض لإنشاء الوحدة الصحية الحالية، قائلاً بصوت متعب لكن مفعم بالصدق:
"أنا تبرعت بأرض الوحدة الصحية من 70 سنة عشان الناس تتعالج.. وعمري ما طلبت حاجة، لكن دلوقتي مبقتش أقدر أروح أصلي في الجامع أو أزور أرضي.. نفسي في كرسي أتحرك بيه."
لم يتردد المحافظ، وردّ مباشرة: حالًا يا حاج.. الكرسي هيوصل
وفاجأ المحافظ الجميع حين عاد بعد أقل من ساعة ومعه كرسي كهربائي جديد، وسلمه بنفسه للحاج منصور وسط تصفيق الأهالي ودموع الرجل الذي لم يطلب شيئًا طوال حياته.
هذه اللفتة الإنسانية تركت أثرًا بالغًا في نفوس أهالي القرية، وعبّر كثيرون عن تقديرهم للموقف، مؤكدين أن هذا التصرف يرسّخ ثقة المواطن في أن الدولة لا تنسى أبناءها المخلصين.
تضحية الحاج منصور لم تكن يومًا محل جدل أو حديث، فقد تبرع بالأرض بصمت، ولم يطلب تكريمًا أو تعويضًا، لكنه اليوم نال تكريمًا فعليًا أعاد إليه كرامته وإنسانيته.
"طلبه لم يكن رفاهية، بل نداء يحمل معاني الكرامة والحق في العيش الكريم"، كما وصف أحد أهالي القرية المشهد.
أكد محافظ المنيا ل الجمهورية أونلاين أن الدولة لن تتأخر عن دعم من قدموا شيئًا حقيقيًا للمجتمع، مشددًا على أن "هذا أقل ما يمكن تقديمه لرجل أعطى دون مقابل".
"بينما قال الحاج منصور فرحتنا مش بس عشان الكرسي، لكن عشان لقينا حد بيحترم الكلمة ويوفي بوعده."
"اللي عمله المحافظ مش مجرد مساعدة.. ده درس لكل مسؤول."
اترك تعليق