هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الإسماعيلية عنوان الفداء في ذكرى عيد الجلاء

في الثامن عشر من يونيو، تتجدد في ذاكرة الوطن لحظة فارقة خلدتها الإرادة الحرة على صفحات التاريخ — إنها ذكرى عيد الجلاء، اليوم الذي عادت فيه السيادة إلى أيدي أصحاب الأرض، وغادر فيه آخر جندي أجنبي تراب مصر الطاهر.


هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تمر كسواها، بل يوم نستحضر فيه مشهد أمة سطر أبناؤها ملحمة كفاح طويلة من أجل الحرية والكرامة. إنه يوم تتشابك فيه مشاعر الفخر والعرفان،

وتجدد فيه معاني الكفاح والتضحية، التى نتذكر فيها بوضوح دور الإسماعيلية باعتبارها إحدى القلاع الوطنية التي سطرت صفحات خالدة في مقاومة الاحتلال البريطاني، وأسهمت ببطولاتها في تمهيد الطريق نحو الاستقلال الكامل.

فمنذ بداية الاحتلال البريطاني عام 1882، أصبحت مدينة الإسماعيلية مركزًا هامًا للتمركز العسكري البريطاني في منطقة القناة. ورغم ذلك، بقيت المدينة صامدة، تحتضن حركات المقاومة، وتعد من أبرز نقاط الحراك الشعبي والوطني، بما ضمته من طلبة وعمال وجنود ساهموا جميعًا في مسيرة النضال.

ومن بين أبرز المحطات الوطنية التي ارتبطت بتاريخ الإسماعيلية، تأتي معركة الشرطة يوم 25 يناير 1952، باعتبارها نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، لما جسدته من بطولة نادرة أظهرها رجال الشرطة في مواجهة قوات الاحتلال بعد رفضهم الاستسلام وخاضوا ملحمة من البطولة والصمود دامت أكثر من ست ساعات متواصلة، استخدم خلالها الاحتلال الأسلحة الثقيلة ضد عدد محدود من الجنود المصريين بأسلحة خفيفة.

و أسفرت تلك المواجهة عن استشهاد 50 من رجال الشرطة، وإصابة آخرين، لكنها شكلت لحظة فارقة في وجدان الشعب المصري، وأصبحت رمزًا للكرامة الوطنية، وأسهمت في تصعيد موجة الغضب الشعبي، ما كان له دور مؤثر في تسارع الأحداث المؤدية نحو اتفاقية الجلاء الموقعة عام 1954، والتي ترتب عليها انسحاب آخر جندي بريطاني من أرض مصر في 18 يونيو 1956، لتعلن مصر استقلالها الكامل وتستعيد سيادتها الوطنية.

وفي ذكرى الجلاء، تظل الإسماعيلية عنوانًا للفداء، وشاهدًا على إصرار المصريين على التحرر واستعادة الكرامة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة في معاني الوطنية والتضحية.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق