أكتب لكم من غرفتي بالمستشفي ويرقد زوجي علي السرير المجاور في انتظار إجراء عملية نقل كلي بعد سلسلة طويلة من الفحوص أكدت إمكانية تبرعي له.
جلست ليلتي اتذكر كم كنا في نعمة العافيه سنوات طوال دون أن نشعر بها وكان يمر علينا عيد وراء آخر ونحن ناقمون علي قلة الدخل وعدم قدرتنا علي شراء ملابس جديدة لأولادنا في كل عيد.
الان وبعد أن عرفنا قيمة الصحة علمت أن كل يوم نعيشة في صحة وعافيه هو عيد
كان زوجي يعمل في شركة خاصة وكنت اشاركه المسئولية بعملي في تنظيف الخضار والأكل البيتي.
ورغم ذلك لم يكن دخلنا معا يكفي احتياجات اولادنا الثلاثة بعد أن نسدد فواتير المياه والكهرباء والغاز.
كنت انام علي هم كيف نسدد التزاماتنا واصحو علي هم كيف يمضي اليوم بأقل نفقات فكان هذا هو شغلي الشاغل انظر دائما للجانب المظلم من كل شيء واغضب لو نصحني احد بالتفاؤل والأمل في المستقبل حتي اصيب زوجي باكثر من وعكة صحية متتالية وبدأنا في الفحوص والعلاج والتفكير ماذا نفعل لو استغنت عنه الشركة كنا نحسب كل شيء دون أن نضع في اعتبارنا أن الله هو الرزاق لهذا كنا نعيش في ضغط متواصل حتي أكدت الفحوص إصابة زوجي بفشل كلوي وأكد الاطباء ان حالته لن تتحمل جلسات الغسيل فترة طويلة ولابد من إجراء عملية زرع كلي.
أجريت الفحوص والإجراءات اللازمة حتي انتهينا منها وتحدد موعد الجراحة.
لم اصدق نفسي كيف انتهت الاجراءات سريعا وسخر لنا الله من ساعدنا فيها وفي الحصول علي قرار بالعلاج علي نفقه الدولة غطي جزءاً من تكاليف العملية وقامت الشركة التي يعمل بها باستكمال التكاليف المطلوبه تعلمت الدرس بان اري نعم الله في كل شيء وايقنت ان كل ما يفعله الله لنا هو خير واستغفرته طويلا عن الفترة التي اعمتني فيها الغفله عن رؤيه نعم الله التي لا تحصي خاصة في الصحة والستر وكنت فقط ابحث عما ينقصني ليس طموحا ولكن شعور بالضيق والمقارنة والنظر لما في يد غيري عفا الله عني وزوجي.
اترك تعليق