في الوقت الذي يصور فيه الحب كالعنصر السحري القادر على إنقاذ أي علاقة، تصطدم الكثير من الزيجات بالواقع المختلف واقع تكشف فيه الحياة اليومية عن هشاشة المشاعر غير المدعومة بالفعل، وعن علاقات تبدأ بقوة لكنها تتآكل بصمت تحت ضغط الصمت وسوء الفهم وتراكم الخيبات الصغيرة. لماذا تنهار العلاقات رغم الحب؟ ولماذا الحب وحده لا يكفى؟ أسئلة تجيب عنها استشارى العلاقات الزوجية غادة حامد وتكشف عن التحديات التي لا يظهرها الحب وحده، مهما كان صادقًا.
تؤكد غادة حامد استشارى العلاقات الزوجية ان الحب وحده لا يكفي لنجاح العلاقة الزوجية، بل قد يكون موجودًا وتنهار العلاقة رغم ذلك, وتضيف أن كثيرًا من الأزواج يأتونها منهكين من الصراعات، متمسكين بجذوة حب باهتة، لكنهم لا يعرفون كيف يحافظون عليها وسط دوامة الحياة.
كما توضح أن الاختلافات الهرمونية بين الرجل والمرأة تؤدي إلى تباين كبير في التعبير عن المشاعر، وفي استقبالها أيضًا. "المرأة تفيض بالكلام وبالتفاصيل، تبحث عن القرب والاحتواء، أما الرجل فيميل إلى الصمت والتركيز على الفعل أكثر من القول"،مشيرة الى ان هذا الاختلاف الطبيعي، إن لم نفهمه، يتحول سريعًا إلى فجوة عاطفية.
وتضيف ان العلاقات تنهار أحيانًا رغم الحب، لأن الحب غير المصحوب بالاحترام، وبالحوار، وبالقدرة على حل النزاعات، يتحول إلى عبء. الحب بحاجة إلى سلوك يغذيه، لا يكفي أن نشعر به، بل علينا أن نترجمه.
كما توضح غادة حامد أن العلاقة تحتاج إلى موازنة دقيقة بين السلبي والإيجابي. اى ان مقابل كل لحظة سلبية، أو خلاف، نحن بحاجة إلى لحظات إيجابية تعادلها كحضن بسيط، كلمة طيبة، شكر على أمر صغير، أو حتى نظرة مليئة بالحب – هذه التفاصيل الصغيرة تخلق بيئة آمنة عاطفيًا".
وتؤمن استشاري العلاقات الزوجية بأن "وعي طرف واحد فقط بالعلاقة كفيل بتغييرها للأفضل".مشيرة أن التغيير يبدأ من الداخل، وأن من يملك وعيًا بالعلاقة يمكنه أن يقود الآخر تدريجيًا إلى مساحة جديدة من الفهم والاحتواء.
وتضيف: "العلاقات القوية لا تخلو من النزاعات، لكن الفرق أن أصحاب العلاقات الناجحة لديهم أدوات لإدارة الخلاف، يعرفون كيف يهدؤون، كيف يستمعون، كيف يعبرون عن مشاعرهم دون لوم أو تهديد".
ومن أسرار الزواج الناجح التي تسردها غادة: "أن يتعامل كل طرف مع الآخر كشريك، لا كخصم. وأن يبنى الاحترام والتقدير المتبادل، وأن يشعر كل شخص أن وجوده في العلاقة مرحّب به مرغوب فيه لا مفروض عليه".
وتشير غادة حامد إن "المعادلة بسيطة لكنها تحتاج جهدًا مستمرًا: تفاهم، تقدير، وجرعات يومية من الحب المترجم إلى فعل لأن الحب وحده.
اترك تعليق