هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علمتني المحنة.. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

عمري خمسون عاما لم اتزوج بعد جلست اراجع شريط حياتي منذ ان كنت طالبة مجتهدة في كل مراحل تعليمي وحتي الآن وبدأ الحزن يتسرب إلي علي كل ما فاتني من احلام وطموحات كنت أرسمها لنفسي منذ الصغر وقبل أن استسلم لليأس جاءني هاتف يقول لي ابشري فأنت أينما زرعكي الله أزهرتي.


أعدت شريط حياتي من هذا المنظور لاجدني فعلا اينما زرعني الله في ظرف أزهرت ونجحت في اختباره عندما كنت في الثانوية العامة اصيبت أمي بجلطة في المخ أدت إلي شلل نصفي فجلست تحت قدميها اخدمها وارعاها فحصلت علي مجموع صغير ودخلت معاها المتوسط صحيح ضاع حلم عمري في ان اصبح مهندسة رغم انني كنت من المتفوقين ولكنني كسبت رضا امي وقبلها رضا ربي كنت أحاول الجمع بين دراستي ورعاية امي التي كانت تمطرني بدعواتها ليل نهار فحصلت علي مجموعة كبير في السنة الثانية في المعهد واكملت دراستي في الجامعة.

استقرت حالة امي بان تحسنت حركتها وبدأت  تتحرك داخل الشقة وتقدر علي خدمة نفسها في الأمور الضرورية.

قبل ان افرح بهذا التحسن اصيب ابي بضيق في الشرايين التاجية بالقلب وأكد الاطباء ضرورة اجراء عملية قلب مفتوح له في اسرع وقت
طرقت العديد من الابواب حتي حصلت علي قرار باجراء العملية علي نفقة الدولة في اسرع وقت ممكن ودخل بالفعل المستشفي وأجري العملية وكنت بجواره من أول يوم إلي ان خرج بسلامة الله للبيت وقتها كنت اظن انني لم يكتب لي الراحة فبمجرد ان تحسنت امي دخلت في دوامة مع ابي ولكني الآن علمت حكمة الله في ان تتحسن امي وتقدر علي رعاية نفسها في الوقت الذي سيحتاجني ابي وسانشغل عنها معه.

مضت السنون سريعة ورحل ابي ولحقت به امي بعد عام واحد لاجدني تجاوزت الاربعين من عمري وظننت انني فاتني قطار الزواج وحرمت من نعمة تكوين أسرة حتي تقدم لخطبتي رجل طيب القلب محترم ارمل واب لثلاثة أطفال.

استخرت الله وتزوجته ووقتها كنت اظن انني ساتحمل ما يفوق طاقتي من رعاية ثلاثة أطفال مهما فعلت من اجلهما سيروني زوجة اب وقررت ان اراعي الله فيهم لان الله اختارني لهذه المهمة واعدني لها بما اكتسبته من صبر وتحمل خلال فترة رعاية والدي.

والآن مر علي زواجي 10 سنوات واصبح أولاد زوجي هم أولادي نعيش  حياة طبيعية مثل أي أسرة أم وأب وابناء وكأن الله كان يكافئني بثلاث ابناء لم اتعب في حملهم ولا ولادتهم  ثم يسر لي تربيتهم فلم اري فيهم العند سوء الاخلاق والمشاكل التي يشكو منها كل من حولي من الاباء والامهات وفوق كل هذا احصل علي ثواب عظيم.

 الآن فقط عرفت بعد أن قيمت حياتي السابقة كل ما تعرضت له من محن ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق