هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أولادنا بين العولمة والأصول الضائعة

في زمن العولمة، يعيش أولادنا في عالم متسارع التغير، مفتوح الحدود، تتدفق إليه الثقافات، وتتزاحم فيه القيم، حتى بات من الصعب التمييز بين ما هو أصيل نابع من جذورنا، وما هو دخيل قادم من خارج هويتنا. وهنا تتجلى الإشكالية الكبرى: كيف نحافظ على أصولنا وهويتنا دون أن نحرم أبناءنا من مزايا الانفتاح والمعرفة العالمية؟


لقد أتاحت العولمة لأبنائنا فرصًا هائلة في التعليم، والتكنولوجيا، والانفتاح على الآخر، وهو أمر لا يمكن إنكاره أو الاستغناء عنه. لكن في الوقت ذاته، تسللت إلى حياتهم مفاهيم وسلوكيات قد تكون غريبة عن بيئتنا، وقيمنا، وتقاليدنا. فأصبح الطفل العربي يردد أغاني بلغات لا يفهمها، ويقلد شخصيات افتراضية لا تنتمي إلى ثقافته، ويستهلك محتوى إعلاميًا يزرع فيه أفكارًا قد تتناقض مع ما تربى عليه في بيته أو مدرسته.

إن خطورة الأمر لا تكمن في العولمة بحد ذاتها، بل في غياب التوازن. حين تُهمل الأسرة دورها التربوي، وتُقصى المدرسة عن دورها التوجيهي، وتغيب القدوة في المجتمع، تصبح العولمة سيفًا ذا حدّين، يهدد بتآكل الأصول والثوابت، ويزرع الحيرة والاغتراب في نفوس الناشئة.

ولذلك، نحن بحاجة إلى تربية واعية، تنطلق من تعزيز الانتماء للهوية، وتغرس في الطفل حب اللغة، والدين، والتاريخ، دون أن تقطع صلته بالعالم الخارجي. نحتاج إلى تربية توازن بين الانفتاح والانتقاء، فلا نقفل النوافذ على أولادنا، ولا نتركها مفتوحة على مصراعيها دون وعي أو رقابة.

إن بناء جيلٍ واعٍ، معتز بجذوره، منفتح على العالم، هو التحدي الأكبر في عصر العولمة. وهو مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمدرسة، والإعلام، وصانع القرار. فإذا أردنا مستقبلًا أكثر اتزانًا، وجب علينا أن نبدأ اليوم، بأن نعيد لأبنائنا الأصول التي ضاعت، دون أن نسلبهم أجنحة التحليق في فضاء العالم.

محمد احمد عز 

مدير عام بتعليم القليوبية 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق