هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مع زيارة ترامب للمنطقة

نتنياهو يخشي الضغوط الأمريكية لوقف الحرب علي غزة

فيما يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي المنطقة. في جولة تشمل السعودية وقطر والإمارات. يخشي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أن يتعرض لضغوط من واشنطن. لأجل الموافقة علي اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة. وإعادة المحتجزين. وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية. نقلا عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية.


وقال المصدر إن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسالة من الولايات المتحدة الأمريكية مفادها أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تفضل وقفا لإطلاق النار في غزة بدلا من عملية إسرائيلية شاملة. وتحدث المصدر عن مخاوف داخل حكومة تل أبيب من ضغوط سيمارسها ترامب علي نتنياهو كي يقبل بصفقة لا تلائم إسرائيل.
وتحدث المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية توماس واريك. عن وجود ضغط أمريكي محدود علي نتنياهو. وقال إن "الولايات المتحدة لن تقوم بالضغط علي نتنياهو وإجباره علي إبرام اتفاق سلام يسمح لحركة حماس بالبقاء في السلطة". ولفت إلي أن ترامب ونتنياهو يتشاركان في فكرة أن غزة يجب أن يتم حكمها وإدارتها من طرف آخر غير حماس.
وقال واريك إن المبعوث الأمريكي إلي منطقة الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. سيركز خلال الأسبوع المقبل علي موضوع قطاع غزة. وسيحاول أن يدفع باتجاه إطلاق سراح جزئي للأسري. ورجح أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار دون الاتفاق حول إنهاء الحرب. واعتبر أن هذا الأمر لايزال بعيدا.
واستبعد المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية. الإعلان عن مفاجأة كبيرة خلال زيارة ترامب إلي المنطقة. ورجح أن يتم الإعلان عن إجراءات صغيرة ومؤقتة. وعلق واريك قائلا "لا يجب أن نتوقع إعلانات كبيرة خلال الزيارة".
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. عن مؤشرات الخلاف بين ترامب ونتنياهو. والتي تأتي بعد تناغم سابق بينهما في الأشهر الماضية. وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لأول جولة خارجية له في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو. عندما التقي ترامب في البيت الأبيض في فبراير الماضي. كان بينهما تناغما كبيرا. وتحدث كلاهما عن منع إيران من الحصول علي السلاح النووي. بل واتفقا علي تهجير الفلسطينيين من غزة. وهو ما أشاد به نتنياهو قائلًا: "أنت تقول أشياء يرفض الآخرون قولها".
ولكن بعد شهرين فقط. وفي زيارة أخري للبيت الأبيض. جلس نتنياهو بجوار الرئيس الأمريكي في صمت تقريبا لأكثر من نصف ساعة. بينما كان ترامب يشرح موضوعات لا علاقة لها بإسرائيل.
وكان اجتماع أبريل الماضي علامة علي الانقسام المتزايد بين الرجلين. اللذين يختلفان بشكل متزايد حول بعض القضايا الأمنية الأكثر أهمية التي تواجه إسرائيل.
وتتزامن رحلة ترامب هذا الأسبوع إلي الشرق الأوسط في أول رحلة خارجية رئيسية له بالمنطقة العربية. مع رفضه لرغبة نتنياهو في القيام بعمل عسكري مشترك للقضاء علي القدرات النووية لطهران. وبدلا من ذلك بدأ ترامب محادثات مع إيران. ما دفع لنتنياهو لتحذير من المفاوضات قائلا: "الاتفاق السيئ أسوأ من عدم التوصل إلي اتفاق".
في الوقت نفسه. أعلن ترامب الأسبوع الماضي عن اتفاق مع جماعة الحوثي في اليمن لوقف الغارات الجوية الأمريكية ضدهم. مقابل وقف الهجمات علي السفن الأمريكية في البحر الأحمر. ووصف مسؤولون إسرائيليون الاتفاق بأنه مفاجأة لنتنياهو. لأنه جاء بعد أيام فقط من إطلاق الحوثيين صاروخا علي مطار تل أبيب الرئيسي. ما دفع إسرائيل للرد.
وكشف رد نتنياهو علي ذلك القرار انقساما في الرؤي. بعد أن علّق علي منصة "إكس" قائلا: "ستدافع إسرائيل عن نفسها بنفسها.. إذا انضم إلينا الآخرون أصدقاؤنا الأمريكيون فحسنا. وإن لم يفعلوا. فسندافع عن أنفسنا".
وقال مايك هاكابي. السفير الأمريكي لدي إسرائيل. في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية الجمعة الماضي. إن "الولايات المتحدة ليست ملزمة بالحصول علي إذن من إسرائيل".
وهناك أدلة أخري علي الانقسام بين ترامب ونتنياهو حول غزة» فلا يزال مبعوثو ترامب يحاولون التوصل إلي اتفاق لوقف الحرب علي غزة. رغم عدم توجيهه أي انتقادات علنية تقريبا للقصف الإسرائيلي المتزايد. ومنع دخول الغذاء والوقود والأدوية إلي القطاع منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين.
وتابعت " نيويورك تايمز" أنه رغم الواجهة المتماسكة. فإن خلافات واضحة كانت قائمة خلف الكواليس. حيث لا يزال ترامب يشعر بالغضب من تهنئة نتنياهو المبكرة للرئيس جو بايدن بفوزه في انتخابات 2020. والتي اعتبرها ترامب خيانة.
من جهته. أعرب نتنياهو في مجالسه الخاصة عن امتعاضه من بعض سياسات ترامب. خصوصا تلك المتعلقة برغبة الأخير في التوصل إلي اتفاق مع إيران. وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا.  كما أن إحدي الصحف اليمينية المقربة من نتنياهو كتبت مؤخرا أن رئيس وزراء الاحتلال يري أن ترامب يقول الأشياء الصحيحة. لكنه لا ينفذها.
وكانت "نيويورك تايمز" نشرت قبل بضعة أيام. مقالا بعنوان "هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا" للكاتب الأمريكي توماس فريدمان. والذي استهل بالحديث عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي الشرق الأوسط. وتشمل السعودية والإمارات وقطر. دون زيارة إسرائيل. ليتطرق منها إلي العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو. التي اعتبر أنها لم تعد حليفة لواشنطن.
وكتب فريدمان: "إن سفرك إلي هناك ولقاءك بقادة السعودية والإمارات وقطر. وعدم وجود خطط لديك لمقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل. يوحي لي بأنك بدأت تدرك حقيقة جوهرية: أن هذه الحكومة الإسرائيلية تتصرف بطرق تهدد المصالح الأمريكية الأساسية في المنطقة. نتنياهو ليس صديقنا".
يؤكد الكاتب أن الشعب الإسرائيلي. بشكل عام. لا يزال يعتبر نفسه حليفا ثابتا للشعب الأمريكي. والعكس صحيح. "لكن هذه الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة. ليست حليفة للولايات المتحدة. لأنها أول حكومة في تاريخ إسرائيل لا تولي أولوية للسلام مع المزيد من جيرانها العرب. ولا للمنافع التي سيجلبها تعزيز الأمن والتعايش".
ويشير الكاتب إلي أن الأولوية الرئيسية لحكومة نتنياهو هي ضم الضفة الغربية. وطرد فلسطينيي غزة. وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك. وكتب فريدمان إن "حكومة نتنياهو. في سعيها لتحقيق أجندتها المتطرفة. تقوض مصالحنا". مضيفا إن "فكرة أن لدي إسرائيل حكومة لم تعد تتصرف كحليف للولايات المتحدة- ولا ينبغي اعتبارها كذلك- تُعتبر صادمة ومريرة علي أصدقاء إسرائيل في واشنطن ومن الصعب عليهم تقبّلها. لكن عليهم أن يتقبلوها".
ويري الكاتب أن نتنياهو وضع مصالحه الشخصية فوق مصالح إسرائيل والولايات المتحدة. فمع محاكمة نتنياهو بتهم فساد متعددة. لم يستطع التخلي عن حماية نفسه عبر بقائه في منصبه كرئيس للوزراء لإطالة أمد محاكمته. وتجنب عقوبة سجن محتملة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق