هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أسيوط تعيد الحياة للحديد "المصمت"

مبادرة رائدة لتأهيل 618 آلة جراحية
للعمل وتؤسس لنموذج وطني لإدارة الموارد

في سابقة تُعد الأولي من نوعها علي مستوي الجمهورية، أطلقت محافظة أسيوط مبادرة نوعية تُعيد رسم ملامح الخدمة الصحية من جديد. ليس عبر استيراد معدات جديدة، بل بإحياء كنوز مهدرة داخل المخازن، تحت إشراف اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، جري تأهيل 618 آلة جراحية كانت قد خرجت من الخدمة. لتحيا من جديد بأيدي محلية وتُسلم معقمة وجاهزة للعمل بمستشفيات المحافظة، تجربة غير تقليدية، تُرسّخ لفكر إداري جديد قائم علي الاستغلال الأمثل للموارد وتعزيز كفاءة المرافق العامة دون تحميل الدولة أعباء مالية إضافية.


في تجربة استثنائية تجمع بين الرؤية الإدارية والابتكار الفني، دشّن اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، مشروعًا طموحًا يُعيد الحياة إلي 618 آلة جراحية كانت ضمن معدات متهالكة أُدرجت علي قوائم التكهين، المشروع الذي انطلق من داخل ديوان عام المحافظة يمثل نموذجًا فريدًا لتدوير الموارد وتقديم خدمة صحية فعالة، دون إنفاق إضافي من الموازنة العامة.

المعرض الفني الذي أقيم بالمحافظة كشف عن معدات عالية الجودة من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة وباكستان، جري إصلاحها بعناية فائقة باستخدام خامات من الاستانلس ستيل النقي وبمعايير تعقيم دقيقة بتقنية "زيرو بكتيريا"، لتُصبح صالحة للاستخدام الفوري داخل المستشفيات الحكومية.

أكد المحافظ أن المشروع يأتي في إطار خطة أوسع لتحديث الخدمات العامة عبر استغلال الإمكانات المتوفرة وتحقيق مبدأ "ما لا يُستغل يُعاد إحياؤه"، وأضاف أن كل جهاز خضع لاختبارات فنية صارمة ومعايير تعقيم معتمدة، مشيرًا إلي أن هذه الخطوة تمهد الطريق لتوسيع نطاق المبادرة لتشمل قطاعات أخري مثل التعليم والنقل.

شهد المعرض حضورًا رفيعًا من القيادات التنفيذية في المحافظة، من بينهم خالد عبدالرؤوف السكرتير العام المساعد، والدكتور محمد زين الدين وكيل وزارة الصحة، وعدد من الخبراء والفنيين الذين شاركوا في إعادة التأهيل.

وفي جولة داخل المعرض، استمع اللواء هشام أبو النصر لشرح تفصيلي عن المراحل التي مرت بها المعدات، بداية من التقييم الفني، ثم التصليح والتصنيع، انتهاءً بالتعقيم وفق بروتوكولات صحية دقيقة، ما جعل المشروع مثالًا يُحتذي به في الإدارة الرشيدة للموارد.

واعتبر الحضور أن ما تحقق يعكس "فكرًا إداريًا متطورًا"، يجعل من الإمكانيات المهملة ثروة قابلة للاستثمار، وأكد المحافظ أن المشروع الحالي هو مجرد بداية، مشيرًا إلي التوجه نحو مراجعة مخازن الحكومة التي قد تضم أجهزة ومعدات يمكن أن تتحول إلي أدوات فعالة في خدمة المواطنين.

في ختام المعرض، شدد المحافظ علي أن المبادرة تمثل خطوة علي طريق تحقيق أهداف رؤية مصر 2030 في التنمية المستدامة، داعيًا إلي توسيع الشراكة بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني في سبيل تقديم خدمات أفضل للمواطنين بكفاءة وجودة.

إن ما حدث في أسيوط ليس فقط إنقاذًا لمعدات طبية، بل هو إنقاذ لفكر إداري كان يغفل قيمة الموارد الكامنة، إنها بداية لتحول مفاهيمي حقيقي في إدارة المال العام وتقديم الخدمات، ورسالة قوية بأن الإبداع لا يحتاج دائمًا إلي ميزانيات ضخمة، بل إلي رؤية واعية وإرادة حقيقية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق