هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علمتني المحنة.. الميراث ليس مالا فقط

أتابع باب علمتني المحنة منذ بدايته وكنت أظن أنني لم يكن لدي أي دروس تعلمتها من أي محنة حتي أضاءت في ذهني بعض كلمات سمعتها من واحدة من تلامذتي لاتذكر اكبر محنة واجهتها وأكبر درس تعلمتة منها والذي شكل مسار حياتي منذ سنوات طويلة وحتي الآن.


وعيت علي الدنيا وانا يتيمة الاب امي تعمل من اجلي انا واخوتي الثلاثة نعيش في اضيق الحدود ولكن مستغنيين عن مساعدة الغير فكان بداخلي شعور دائم بانني اقل من غيري بين اصحابي او اقاربي ممن لديهم اب ينفق عليهم ويخرج معهم في نزهات ومصايف وانا واخوتي نمضي اجازة الصيف في البيت لا نزهات ولا مصايف ولكن كانت امي تعلمنا الاشغال اليدوية مثل الكروشيه والتريكو.. وغيرها، فكنا نمضي الاجازة في صنع ملابس او مفارش او حقائب لنا وهدايا لمعارفنا وقتها لم اكن اعرف قيمة ما أفعله بل احيانا كنت اشعر بالملل منه لانني كنت اظن انني مرغمة عليه وانني اقل من غيري.

مضت السنون ورحلت امي ولم تترك لنا اي ميراث حتي اساس الشقة التي نقيم فيها كان متهالكا تماما بعد ان انتهي عمره الافتراضي.

كنت واخواتي قد انتهينا من دراستنا الجامعية وتزوجنا جميعا واستقل كل منا بحياته ومنذ حوالي عام رحل زوجي ولأنه كان موظفا بسيطا لم يترك لي وطفلي سوي معاش بسيط فبدأت أبحث عن عمل يعينني علي احتياجاتهم فلم أجد ما يناسبني حيث تتطلب كل الوظائف المتاحة ان أقضي كل ساعات النهار خارج البيت بعيدا عن طفلي اللذين في أمس الحاجة لتربيتي ورعايتي أكثر من حاجتهما للمال.

هنا بدأت أفكر في العمل من داخل البيت وبمتابعة مبادرتكم اياد يحبها اللة عرفت ان في يدي كنزاً كبيراً لم اكن اعرف قيمتة وهو ما ورثته عن امي التي علمتني العديد من الحرف اليدوية وعندما عرضت شغلي عليكم ووجد استحسانا كبيرا من الجميع ادركت قيمة النعمة التي في يدي وها أنا أبدأ مشروعي الصغير بدعمكم للاعمال اليدوية ومن بيتي بجانب طفلي لعلة يكون صدقة جارية لامي قبل ان يكون مصدر رزق ثابتاً لي وطفلي اليتيمين يعافينا مذلة السؤال فاربيهما علي العيش بكرامة مثلما ربتني امي رحمها الله.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق