إن رؤية النبيﷺ في المنام من المبشّرات التي تُسعد النفس، وتنطوي على كثير من الخير، فهي تبعث الأمل في قلب الرائي وتُشعره بالسكينة.
وقد نصح العلماء من رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرض رؤياه على من عُرف عنهم الصلاح والعلم، دون غيرهم، حتى لا يقع في الكذب على رسول الله ﷺ.
قال الإمام ابن حجر: كان ابن سيرين – إذا قُصَّت عليه رؤيا عن النبي صلى الله عليه وسلم – يقول: صِفْ الذي رأيتَه، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره. وسنده صحيح.
وقد وردت عدة أحاديث صحيحة عن رؤية رسول الله ﷺ في المنام، منها:
عن النبي ﷺ قال: "من رآني في المنام فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتشبه بي."
وفي رواية أبي هريرة، بصحيح أبي داود، قال رسول الله ﷺ: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي."
وفي هذا السياق، أكّد الداعية الإسلامي الدكتور أشرف الفيل، من علماء الأزهر الشريف، أنه لا يوجد في القرآن أو السنة ما يدل على أن هناك عملًا بعينه، إذا فعله الإنسان، رأى النبي ﷺ في المنام.
كما بيّن العلماء أن ما يتداوله الناس من أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – كأن يُداوم عليها أكثر من سبعين مرة – هو سبب لرؤيته، لا يوجد عليه دليل قطعي.
وقد يرى الإنسان النبي ﷺ من كثرة محبته له، لكنها لا تُعد علامة قاطعة على صلاحه، فقد لا يُوفّق بعد ذلك إلى هدى الله تعالى.
وأشار العلماء إلى أن من أحب النبي ﷺ فعليه أن يتبع هديه وسنّته، ويستقيم على أمره، مخلصًا لله، مراقبًا لحدوده، عاملًا بالواجبات، منتهيًا عما نهى عنه.
اترك تعليق