يحمل عيد الفطر فرحة كبيرة في النفوس التي تسعد بإتمام صيام رمضان، حيث يجتمع المسلمون في أجواء مليئة بالمحبة والبهجة، معبرين عن شكرهم لله. وتأتي صلاة العيد لتعزز هذه الفرحة، فهي مظهر من مظاهر الوحدة والعبادة الجماعية التي تزيد الألفة بين المسلمين، وتضفي سعادة روحية خاصة على هذه المناسبة المباركة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في كل عيد يترك مسجده بالمدينة ويتوجه إلى أداء صلاة العيد في المصلى وهو مكان يوجد على باب المدينة الخارجي، بينما ما نراه حاليا هو أداء صلاة العيد في المساجد فهل تأدية صلاة العيد في المسجد أفضل أم في الخلاء؟
واجابت دار الإفتاء: "الخروج إلى الصحراء لصلاة العيد سنة في مذهب الحنفية وإن وسعهم المسجد الجامع هو الصحيح؛ فقد نقل ابن عابدين -في "رد المحتار" (2/ 169)- عن "الخانية" و"الخلاصة": [السنة أن يخرج الإمام إلى الجبانة ويستخلف غيره ليصلي في المصر بالضعفاء؛ بناءً على أن صلاة العيدين في موضعين جائزة بالاتفاق، وإن لم يستخلف فله ذلك] اهـ.
أما المالكية فيقولون: بندب فعلها بالصحراء، ولا يسن ويكره فعلها في المسجد من غير عذر، إلا بمكة؛ فالأفضل فعلها بالمسجد الحرام؛ لشرف البقعة ومشاهدة البيت.
أما الحنابلة فيقولون: يسن صلاة العيد بالصحراء بشرط أن تكون قريبة من البنيان عرفًا، فإن بعدت عن البنيان عرفًا فلا تصح صلاة العيد فيها رأسًا، ويكره صلاتها في المسجد بدون عذر، إلا لمن بمكة؛ فإنهم يصلونها في المسجد الحرام.
ومذهب الشافعية: أن صلاتها في المسجد أفضل؛ لشرفه، إلا لعذر؛ كضيقه فيكره فيه للزحام، وحينئذ يسن الخروج للصحراء.
وبناء عليه فأن صلاة العيد في المسجد أفضل عند الشافعية، وفي الخلاء أفضل في المذاهب الثلاثة
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق