قال أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أن شمس الظهيرة اليوم الجمعة أنارت الغرف المقدسة بمعبدى المعبود بتاح والملك رمسيس الثالث فى الكرنك، وذلك بالتزامن مع حلول يوم الإعتدال الربيعى.
وأضاف بأن الظاهرة الفلكية التى تأتى ضمن مجموعة الظواهر الفريدة التى تشهدها معبد الكرنك ذائعة الصيت في البر الشرقى لمدينة الأقصر جذبت أنظار السياح الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية لتوثيق رؤيتهم لتلك الظاهرة التى تؤكد على تفوق قدماء المصريين في علوم الهندسة والفلك.
وأكد أبوزيد على أن ظاهرة تعامد شمس الظهيرة بمعبدى بتاح ورمسيس الثالث بمجموعة معابد الكرنك تمثل أحد أهم الظواهر الفلكية المرتبطة بالعمارة المصرية القديمة والنى تدل على براعة المهندس المصرى وقدرته على تصميم المبانى عبر الجمع بين علمى الهندسة والفلك.
وبيّن أن معابد الكرنك لا تزال تحتفظ بالعديد من الأسرار الفلكية والهندسية والروحية، وأشار إلى أن ظاهرتى الاعتدال الربيعي الذي يحدث في 21 من شهر مارس والإعتدال الخريفى الذى يحدث فى 21 من شهر سبتمبر من كل عام في معابد الكرنك لم تكونا معروفتين من قبل وأنه تمكن من رصدهما وتوثيقهما ذلك في بحث علمى جرى مناقشته بمؤتمر التغيرات المناخية والتنمية المستدامة في الآثار والتراث في ضوء رؤية مصر 2023 والتي استضافته مدينة الأقصر بمشاركة كليتي الآثار بجامعتى الفيوم والأقصر ورعاية منظمات دولية بينها منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وأوضح رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أن تلك الظواهر الفلكية مجموعة معابد الكرنك تُبرز مجموعة معابد الكرنك كأحد أهم المعابد فى العالم إرتباطا بفصول العام الاربعة ويجعلها مرصداً فلكياً فريداً من نوعه.
ورأى بأن هذا النمط من السياحة يجدب العديد من الهواة والسياح محبى سياحة الفلك الأثرى النى باتت تشتهر بها محافظة الاقصر فى السنوات الاخيرة.
ونوّه أيمن أبوزيد إلى مشروع جمعيته الهادف لتشجيع سياحة الفلك والعمل على وضع الطواهر الفلكية التي تشهدها معابد ومقاصير الأقصر القديمة على الأجندة السياحية والترويج لها في أسواق العالم السياحية على غرار ظاهرة تعامد الشمس في أبوسمبل واستغلال التراث الفلكي الذي تتميز به الأقصر فى خلق نمط سياحي جديد يُضاف لما عرفته المدينة من أنماط سياحية متعددة.
يذكر أن الضوء دورًا مهمًا في تحديد التشكيل المعماري لمعابد قدماء المصريين وهناك علاقة كبيرة تربط بين علوم الفلك ووجهة كثير من آثار ملوك وملكات قدماء المصريين نحو الشرق أو الغرب وتشهد معظم المعابد المصرية ظواهر فلكية متعددة مثل تعامد الشمس وتعامد القمر أيضًا.
وقد ربط قدماء المصريين بين اتجاهاتهم ومبانيهم الدينية، ولعبت ملاحظة السماء دورًا جوهريًا - بحسب علماء الفلك والمصريات - في بناء تلك المباني من معابد ومقاصير وأهرامات، وربطوا بين العمارة وعلوم الفلك، فأقاموا المعابد وفقًا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، واستخدمت المعابد كمراصد للنجوم وتسجيل الوقت.
اترك تعليق