ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلة الدكتور خالد عمران أمين عام الفتوي بدار الإفتاء المصرية
* من هم المرضي الذين لهم حق الإفطار في شهر رمضان؟
** الصيام عبادة فرضها الله سبحانه وتعالي وجعل لها أسبابًا وشروطًا، وهي للمستطيع. ولذلك القرآن الكريم علمنا أن هناك بعض الأعمال التي تلحق بها المشقة يشرع لها الفطر مع بديل عن الصيام، "فمن كان منكم مريضًا أو علي سفر فعدة من أيام أخر"، ومع هذه المشقة التي تلحق بالمريض يؤذن له بالافطار.
وقرار الإفطار يكون بتصريح من الطبيب، وإذا اُلحق بالشخص ضرر من الصيام فيقول العلماء عندئذ "لا تخاطر بالصيام وافطر". والأمراض المستمرة مع الإنسان مثل السكر وغيره من الأمراض المزمنة، تجيز له الإفطار ويخرج مكانها فدية من أول يوم رمضان، ويجب أن يعجل بها.. أما الأمراض المؤقتة التي يتم علاجها مع الوقت فعلي المريض أن يقضي هذه الأيام، مع الأخذ في الاعتبار أن معايير الإفطار تكون بناءً علي تقرير الطبيب وهذا ما أوصت به الشريعة.
* ما حدود التعامل بين المخطوبين وقت الصيام؟
** إجابة السؤال في قوله تعالي: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".. فخلال فترة الخطوبة لا يجيز الله سبحانه وتعالي للطرفين شيئًا زائدا عن التعامل مع الأغراب. فهو مجرد "مشروع زواج" والتعامل في المناسبات الاجتماعية مثل رمضان وغيره بهدف التعارف.
وهذه التعاملات لا يجوز خلالها الجلوس في غرفة مغلقة، بل لابد وأن يكون بوجود الأهل، وينبغي أيضًا اختيار تفاصيل الكلام التي تدور في الحوار بين الطرفين في حدود الحياة والتعارف والصيام وغيرها ولكن بشرط وجود يقظة في الكلام.
إن الأعمال بالنيات، فمن الجميل أن يكون اللقاء في رمضان بنية الاستعداد لبناء بيت وتكوين أسرة والتعارف وصلة الأرحام.
* هل الإصابة بالمرض بصفة عامة يعد عقابا من الله عز وجل؟
** المرض لا يكون عقابا من الله عز وجل، ولكن المرض هو ابتلاء واختبار، وكثير من الناس ينجح في هذا الاختبار بأمور ثلاثة هي: التسليم والرضا والأخذ بالأسباب.
والذي تعلمناه من الشرع. أن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء كما ورد في حديث الصحيحين عن ابن مسعود قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديداً فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديداً، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت ذلك إن لك أجرين، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أجل ما من مسلم يصيبه أذي مرض فما سواه إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها.
والمرض في حد ذاته أيا كان ليس مظهرا للغضب، إنما المرض هو اختبار من الحق-سبحانه وتعالي- وكثير من الناس بتسليمهم وبرضاهم وبأخذهم بالأسباب ينجحون في هذا.
* من وقت وفاة أبي وأنا أخرج علي روحه صدقة جارية من المال إلي أحد أبواب الخير، فهل يجوز إخراج صدقة جارية أخري علي روح سيدنا النبي ويصل ثوابها إليه؟
** لم يرد عن السلف الصالح مثل هذا الأمر، ولكن يمكن القول بأن ما تفعلينه من إخراج للصدقات عن الوالد أو أحد الأقارب تثابين عليه أمام الله، وكذلك يفرح به النبي صلي الله عليه وسلم.
إن النبي صلي الله عليه وسلم صاحب المقام الرفيع عند الله، يترقي بترقي الله له في الدرجات والمقام إلي أن تقوم الساعة، لهذا فعليك أختي الكريمة مساعدة من تستطيعين من أمة محمد بالخير لأننا جميعا في أمس الحاجة إلي الإحسان وهذا ما يفرح به النبي ويباهي به الأمم الأخري.
* هل يجوز ارتداء الملابس التي كنت ألبسها أثناء الجنابة مرة أخري بعد الاغتسال؟
** قال النبي صلي الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجَسُ"، فما ينزل من الإنسان في الشهوة فلا ينجس لأنه شيء اعتباري، وقد أمرنا الله بالتطهر بعد الجنابة ويكون هذا في غُسل الجسد وليس الثوب.. وما دام الثوب لم يصبه شيء من السائل الناتج عن الشهوة فهو طاهر، ويجوز استخدامه مرة أخري. ولا شيء فيه.
* ابني لا يصلي ويتلفظ بألفاظ بذيئة مع العاملين معه في ورشته.. فكيف أنصحه؟
** يجب عليه في عمله أو ورشته أن يصلي، لأن الصلاة ستؤثر في حياته وأفعاله.. وعليه أيضاً أن ينصح الصنايعية بالمحافظة علي الصلاة لأن ذلك سينعكس علي سلوكهم وعليه أيضا بأن يكون لسانه رطبا بذكر الله.. فالمحافظة علي الصلاة رقم واحد. ثم كثرة الصلاة علي النبي والذكر والاستغفار.
اترك تعليق