ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلة الدكتور عمرو الورداني. أمين الفتوي ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية.
هل تزيد الشياطين الخلافات بين الناس قبل رمضان؟
** ما يتردد عن تسبب الجن قبل شهر رمضان. في حدوث خلافات بين البشر أمر غير صحيح.. وفئة ليست بالقليلة من الناس تتعامل مع الأعمال الدينية الكبيرة كمصدر للضغط. والنفس هي أقوي ما يسيطر علي الإنسان في حياته.
إن شهر رمضان فرصة ثمينة لتزكية النفس. في الوقت الذي تسلسل فيه الشياطين.
هل تجوز صلاة الحاجة للارتباط بشخص معين؟
** ليس هناك مانع من الدعاء بذلك بعد صلاة ركعتين. وإنما الأولي هو التأدب في الدعاء بأن تقول "اللهم إن كان هذا خيرا لي فيسره لي وإن كان شرًا لي فاصرفه عني".
ما حكم تعدد الزوجات في الإسلام؟
** هو ليس بواجب وليس هناك أمر في الشرع بوجوب التعدد ومن يقول إن التعدد مذكور في القرآن. فنقول له ليس كل ما هو مذكور في القرآن يجب القيام به. فمثلاً في المهر ذكر أن الرجل ممكن أن يعطي زوجته قنطارا فهل كل الناس يعطون زوجاتهم مهرا يصل إلي 143 كيلو جراما من الذهب.
هل المصائب التي يتعرض لها الإنسان دليل علي غضب الله؟
** توجد حقائق يجب علي الإنسان أن يعرفها عند تعامله مع المصائب. ومن أهم هذه الحقائق أن المصائب لا تعني أن الله سلب عن الإنسان العون ومنع عنه تسخير الكون ولكن تعني أن الكون ما زال بيد الله. والمعصية جاءت بنظر الإنسان القاصر عن إدراكه جوانب الخير. وهذا لأن "ضيق الرزق من قصر النظر".. يقول الله تعالي "مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةي فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةي فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَي- بِاللَّهِ شَهِيدًا".
والفرق بين الشخص الذي تعرض للمصيبة ويقول "إنا لله وإنا إليه راجعون" والشخص الذي تعرض لهذا أيضا ويقول إن الله-سبحانه وتعالي- تركني لكي يتلاعب بقدر الأحداث. فالأول لم يستمع للنفس الأمارة بالسوء. وأما الثاني فقد استمع للنفس الأمارة بالسوء.
هل يجوز لأب أن يكتب ما يملكه لأولاده حتي لا يرث معهم أحد ويجعل زوجته وصية عليهم؟
** يجوز للشخص أن يكتب ماله لأولاده قبل وفاته حتي لو كان أولاده صغارًا لأنه ماله هو حر التصرف وكامل الأهلية فيه.. وهناك مصطلح يجب أن يفهمه الناس بشكل واضح وهو التصرف في حال الحياة. فالإنسان في حال حياته له أن يتصرف في ماله كما يشاء. لكن في نفس الوقت. هناك نوايا خبيثة ونوايا محرمة. فمن يضيق علي خلق الله ينوي نية محرمة. لكن إذا تصرف الإنسان في ماله حال حياته وهو كامل الأهلية فله أن يفعل ما يشاء. وهذا التصرف قد يكون صالحًا. فربما لو كتب لأبنائه في حياته قد يدخله هذا في قوله صلي الله عليه وسلم: أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس.
أما مسألة الإرث فلا تكون إلا بعد الوفاة. فمن شروط الإرث موت المورث وحياة الوارث وتركة يخلفه فيها هذا الوارث. فإذا لم تكن هناك تركة فليس هناك ميراث. لذا لا علاقة لتصرفه في ماله بحياته بالتركة والميراث. فهو قد أراد أن يكتب لأبنائه حتي يجعلهم في أمان فهذا شرعًا جائز وليس لأحد أن يمنعه منه. لكن إذا كان يفعل ذلك لمنع الآخرين من الميراث فهي نية سيئة عليه أن يتركها ويغيرها.. وإذا كان الأب كتب كل ما يملك لأولاده فهذا جائز شرعًا حتي لو كانوا صغارا وجعل أمهم وصية عليهم. فهذا نوع من أنواع الإحسان للأبناء. فيكون من قبيل الطاعات لا المعاصي. لكن أن يغضب الأخ مثلًا من ذلك باعتبار أنه ماله فهذه طريقة غير صحيحة وتجعل الناس يتسارعون علي أموال ليست ملكًا لهم ويسيئون التصرف وهذا لا يجوز شرعًا.
هل المنتحر كافر؟
** المفاهيم المغلوطة صورت للناس أن المنتحر كافر. نعم الانتحار كبيرة من الكبائر ومن عظائم الذنوب والمعاصي. لكنها لا تخرج صاحبها من الملة مما يجعله مستحقًا لعذاب من كفر بالله.. وهذه الطريقة من أسوأ الطرق أن نغير الأحكام الشرعية لكي نخوف الناس من معصية وكبيرة من الكبائر.. يقول تعالي: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالى وَهَذَا حَرَامى لِّتَفْتَرُوا عَلَي اللَّهِ الْكَذِبَ".
فالإنسان يُقدم علي الانتحار عندما يفقد حقيقة الحياة. فيقترب من هذه المعصية التي تكون من كبائر الذنوب.. ولابد من الاتزان في التعامل مع قضية الانتحار. فنحن لا نسهل موضوع الانتحار إلي الناس ولكن نحاول أن نستخدم المخالفة الشرعية لكي نبشع للناس هذه المسألة.
اترك تعليق