من المستبعد أن تردع الضربات واسعة النطاق. التي نفذتها القوات الأمريكية في اليمن. مساء السبت. جماعة الحوثي. ومن المتوقع أن تنفذ ضربات انتقامية ضد الأهداف الأمريكية في المنطقة. ما يرجح المواجهة الطويلة بين الطرفين. وفق مجموعة من الخبراء بالمجلس الأطلسي. وأكدت جماعة الحوثي. أن الضربات الأمريكية لن تمنعها من استهداف السفن الإسرائيلية.
وبدأت الولايات المتحدة. مساء السبت. تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف التابعة لجماعة الحوثي في اليمن. ما أودي بحياة 31 شخصًا علي الأقل. وأصيب 101 آخرون. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. . أن حملة بلاده العسكرية علي اليمن ستستمر حتي يفقد الحوثيون القدرة علي استهداف السفن.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. نقلًا عن مسؤول دفاعي. أن سفنًا حربية وطائرات مقاتلة أمريكية شنّت هجمات في أنحاء اليمن. استهدفت رادارات ومواقع دفاع جوي ونقاط إطلاق طائرات مسيّرة. وأضاف المسؤول أن هذه العملية تُمثّل بداية حملة متجددة لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الهجمات الأمريكية علي اليمن لها 3 أهداف. هي ضرب منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين. واستهداف قادة الجماعة. وتوجيه رسالة إلي إيران.
وصرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية. بأن الحوثيين يمتلكون طائرات مسيّرة هجومية تحلق فوق البحر. بالإضافة إلي صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن. وأضاف أن الحوثيين يتمتعون بدفاعات جوية متطورة بشكل غير مسبوق. مشددا علي أن الولايات المتحدة لن تحاسب الحوثيين فحسب. بل ستحمّل إيران وداعميها المسؤولية أيضًا. وأكد المسؤول الأمرسكي أن جميع الخيارات مطروحة علي الطاولة في التعامل مع إيران. داعيًا إياها إلي وقف دعمها للحوثيين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. إن الضربات الجوية والبحرية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. استهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين. إن الغارات الجوية ضد ترسانة الحوثيين. المدفون جزء كبير منها عميقًا تحت الأرض. قد تستمر لعدة أيام. وتزداد شدتها ونطاقها تبعًا لرد فعل الجماعة اليمنية.
وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية واجهت صعوبات في الماضي في تحديد مواقع أنظمة الأسلحة. التي ينتجها الحوثيون في مصانع تحت الأرض. ويهربونها من إيران.
وأضافت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين. قالوا. إن بعض مساعدي الأمن القومي يرغبون في شن حملة أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدي إلي فقدان الحوثيين السيطرة علي أجزاء كبيرة من شمال البلاد. لكن ترامب لم يُقر هذه الاستراتيجية بعد. خشية توريط الولايات المتحدة في صراع بالشرق الأوسط تعهد بتجنبه خلال حملته الانتخابية.
وصرّح مسئولون أمريكيون بأن الضربات التي نفذت. مساء السبت. جاءت نتيجة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوي في البيت الأبيض هذا الأسبوع. بين ترامب وكبار مساعديه للأمن القومي. بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس. ووزير الخارجية ماركو روبيو. ومايكل والتز. مستشار الرئيس للأمن القومي. ووزير الدفاع بيت هيجسيث. والجنرال مايكل إي. كوريلا. قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي. ووافق ترامب علي الخطة. أمس الأول الجمعة.
وقال مسئولون أمريكيون. إن الضربات نفذتها طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" الموجودة الآن في شمال البحر الأحمر. فضلًا عن طائرات هجومية تابعة للقوات الجوية. وطائرات مسيّرة مسلحة أطلقت من قواعد في المنطقة.
وذكرت "نيويورك تايمز" أنه من غير الواضح كيف يمكن لحملة القصف المتجددة ضد الحوثيين أن تنجح في حين فشلت إلي حد كبير الجهود العسكرية السابقة التي قادتها الولايات المتحدة. ولفتت الصحيفة إلي أن الحوثيين بنوا أيديولوجيتهم حول معارضة إسرائيل والولايات المتحدة. واستشهدت بتصريح المتحدث باسم الحوثيين. محمد عبدالسلام. علي مواقع التواصل الاجتماعي. 22 يناير. بأن دعم القضية الفلسطينية سيظل علي رأس أولوياتهم حتي بعد وقف إطلاق النار في غزة. وأكد الحوثيون أنهم سيتوقفون عن استهداف جميع السفن "عند التنفيذ الكامل لجميع مراحل" اتفاق وقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بالرد المحتمل من قبل الحوثيين علي الضربات الأمريكية الأخيرة. لفتت "نيويورك تايمز" إلي التحذير الصادر من الجماعة اليمنية. من أنه حال شنت الولايات المتحدة أو بريطانيا هجومًا مباشرًا علي اليمن. فسيستأنفون هجماتهم علي السفن المرتبطة بهاتين الدولتين. وقالت الصحيفة. إن الأدلة التي فحصها باحثون في مجال الأسلحة مؤخرًا. تظهر أن الحوثيين ربما اكتسبوا تقنيات متطورة جديدة تصعب اكتشاف طائراتهم المسيّرة. وتساعدهم علي التحليق لمسافات أبعد.
ورجحت إميلي ميليكين. الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي. أن يشن الحوثيون ضربة انتقامية. ربما تستهدف مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" في البحر الأحمر. أو القواعد الأمريكية بالمنطقة.
ورفعت إسرائيل حالة التأهب استعدادا لرد الجماعة اليمنية. حيث تتوقع دولة الاحتلال هجوما من الجو والبحر. وتدرك المؤسسة الحربية في اسرائيل أن الهجمات الأمريكية قد تؤدي إلي تصعيد في الساحة. ولذلك فهي تزيد من استعداداتها لكل الاحتمالات. بما في ذلك الهجمات من البحر باتجاه إسرائيل. بحسب "القناة 14 الإسرائيلية". وأوضح مسئول عسكري إسرائيلي للقناة أن إسرائيل تتعامل بحذر وصرامة مع التهديد. وقال: "نستعد ضد الساحة الحوثية وكأن المسافة بيننا وبينهم كيلومترين وليس 2000 كيلومتر".
واستبعد دانيال إي. موتون. الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي. أن يكون للضربات الأمريكية الأخيرة تأثير ردع علي الحوثيين. مشيرًا إلي الدعم الذي تتلقاه الجماعة اليمنية ليس فقط من إيران. بل أيضًا من شبكات توريد في الصين وروسيا. وقال إن الولايات المتحدة ستحتاج إلي توظيف موارد أكبر من غارات السبت.
وأضاف دانيال أن "هذه الموارد الإضافية ستشمل التواصل الدبلوماسي مع روسيا والصين. وموارد بحرية إضافية لمنع إعادة إمداد الحوثيين. وممارسة ضغط فعّال علي إيران. وستكون هذه الموارد كبيرة من حيث الأصول العسكرية والتنسيق الدولي".
وقال داني سيترينوفيتش. زميل غير مقيم في برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي: "لكي تكون الحملة فعّالة. يجب أن تكون مستمرة ومتواصلة. مع إلحاق الضرر بمواقع القيادة والسيطرة التابعة للحوثيين وقدرتهم علي إنتاج وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة". وأضاف: "نظرًا للتوترات الشديدة القائمة. فإن هذه الهجمات. خاصة إذا شكت الولايات المتحدة في استمرار إيران في مساعدة الحوثيين. تقرب طهران وواشنطن من المواجهة".
وتوقع أسامة الروحاني. زميل أول غير مقيم في برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي. أن تترك الضربات الأمريكية الأخيرة تأثيرًا بالغًا علي المدنيين. إذ تمثل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون أكثر من 60% من سكان اليمن. ومن المؤكد أن الدمار الواسع النطاق والإصابات المدنية ستثير غضبًا عارمًا. وهو ما يمكن للحوثيين استغلاله لحشد المزيد من الدعم. وقال الروحاني: "دون نهج شامل يعطل تهريب الأسلحة من إيران. ويعالج العوامل السياسية والاقتصادية التي تُمكن الحوثيين. فإن الضربات الأمريكية الأخيرة تهدد بإطالة معاناة اليمنيين".
اترك تعليق