فى حلقتنا الثانية التى نتناول فيها "نساء من الاولين استخدمن ذكائهن"وهى حلقات نطرحها عبر موقع "الجمهورية أون لاين " نبتغى فيها ألقاء الضوء على حكمة وعقل من سبقونا من نساء الصالحين فى القرآن والسنة وأيضاً كيف كانت عاقبة المكر وعدم أعمال العقل لأخريات
ومثلنا اليوم وقدوتنا أختُ موسى عليه السلام والتى أشارت بعض المراجع إلى توافق أسمها بأسم "مريم أمُ عيسى عليه السلام" فذكروها بأسم مريمُ بنتُ عمران وقيل أن اسمها "كلثمة وقيل كلثوم "ويعودُ نسبها جهة أمها إلى يعقوب عليه السلام
وقد كرمها القُرآن الكريم بأن خلد ذكرها فى آيات أوضح فيها السمتُ الخُلقى و حكمتها وعقلها الراجح وشجاعتها فى مواجهة المواقف بثبات إيمانى شديد وهو الامر المقصود من أستعراضنا لتلك القصة لتقتضى به فتياتنا ونسائنا فى عصرنا الحالى
فمريم أخت موسى أو كلثم ظهرت اخلاقها فى طاعتها لوالدتها حينما اقتصت خبر أخيها موسى عليه السلام والذى ألقته امه فى البحر طاعة للمولى عز وجل لتعصف بذلك بعاطفة الامومة أيماناً وأمتثالاً لأوامر الله تعالى
وكذلك كشف القصصُ القُرآنى عن شجاعتها وثباتها الايمانى وحكمتها وإعمال عقلها بذكاء شديد حينما عرضت على آل فرعون فقالت ما ورد فى قوله تعالى "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ" ما كان له الاثر الشديد فى نجاة موسى عليه السلام
وقد وصف المولى عز وجل تلك القصة ببلاغة مقطوعة النظير فقال تعالى
" إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا "طه: 37 - 40
وفى مضمون قصة القائه فى البحر يُمكن معرفتها بموجز كثير الايضاح فى قوله تعالى "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ " مُوسَى"طه: 37 - 40
اترك تعليق