لله سُنن تجرى على الناس تخلق واقع جديد ضابطها الاول الفعل البشرى وأستجابته للقوانين الالهية التى وضعها المولى عز وجل لخليفته الذى سخر كل مافى الكون
وتلك السنن مُطردة تُشكل ميكانيكية حركة المُجتمعات وتُساعد على فهم التغيرات التى يُمكن أن تطرأ عليها وتأهيل السير المُستقبلى فيها
وقد أستعرض الله تعالى العديد من الامثلة التى كشفها عن الامم السابقة وكيف جرت تلك السنن عليهم وغيرت من أحوالهم
وفى الحلقة الثانية من تناولنا لتلك السنن الربانية نطرح فيها سنة التداول
وسنة التداول _ يُقصدُ بها مُداولة الايام فى المُجتمع البشرى فالشعوبِ والحضارات فى حركة دائبة بين الصعود والهبوط والخفض والرفع والنصرُ والهزيمة بعد استيفاء اسبابهما
يقول تعالى "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" آل عمران: 140
وقد لفت العُلماء عند تناول تلك السنة بالشرح قول السعدى رحمه الله" ومن الحِكم في ذلك أن هذه الدار يعطي الله منها المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فيداول الله الأيام بين الناس، يوم لهذه الطائفة، ويوم للطائفة الأخرى"
واشهر الامثلة التى يُمكن المرور عليها ما ورد فى قول أبى سُفيان يوم أحد" يوم بيوم والايام دول والحرب سجال"
ومن أهم مُرتكزات التداول الحضارى الزمن والموازين فالتقدم والسعى للتصدر يحتاج إلى حيازة اسباب القوة وزمن لتفاعل الافراد والعلمُ أن بقاء تلك القوة لن يدوم وأنما عليه أن يُحاول أن يُطيل زمان هذا البقاء
فأمر التداول ليس بالتمنى وإنما مُرتبط بموازين وتلك الموازين بالمفهوم الاسلامى أى بالعلم والاخلاق دون تفرقة وترجيح وأحدة على الاخرى
التدافع أحد السنن الربانية فى المُجتمعات تضمن دمغُ الباطل
اترك تعليق