كشفت دراسة حول تذكر الأحلام شملت 217 شخصًا بالغًا أن المواقف تجاه الحلم، وتجوال العقل، وأنماط النوم تؤثر على الذاكرة.
ووفق تقرير نشره موقع "hindustantimes "بين مارس 2020 ومارس 2024، أجرى باحثون إيطاليون دراسة متعمقة حول تذكر الأحلام، نُشرت في مجلة Communications Psychology . وعلى عكس دراسات الأحلام النموذجية، جمعت هذه الدراسة بين مراقبة النوم والاختبارات المعرفية وقياسات نشاط الدماغ. وتابعت الدراسة 217 بالغًا (18-70 عامًا) خضعوا لاختبارات الدماغ، وارتدوا أجهزة تتبع النوم، وتمت مراقبة نشاط أدمغتهم طوال الليل.
ما هي العوامل المؤثرة على تذكر الأحلام؟
لقد حير تذكر الأحلام العلماء لعقود من الزمن. ربطت الدراسات المبكرة في الخمسينيات بين الحلم ونوم حركة العين السريعة، على افتراض أن اللغز قد تم حله. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث اللاحقة أن الأحلام تحدث أيضًا أثناء النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة، على الرغم من أنها أقل وضوحًا وأصعب تذكرًا. حدد الباحثون في مدرسة IMT للدراسات المتقدمة في لوكا ثلاثة عوامل رئيسية تتنبأ بتذكر الأحلام: موقف الشخص تجاه الحلم، ومدى تكرار شرود ذهنه عندما يستيقظ، وأنماط نومه المعتادة .
لتقييم المواقف تجاه الأحلام، صنف المشاركون مدى موافقتهم على عبارات مثل "الأحلام تكشف عن مشاعري الحقيقية" مقابل "الأحلام مجرد نشاط عشوائي في المخ". أولئك الذين اعتبروا الأحلام ذات مغزى كانوا أكثر عرضة لتذكرها. كان شرود الذهن عاملاً رئيسيًا آخر. قام استبيان موحد بقياس عدد المرات التي انحرفت فيها أفكار المشاركين عن المهام. أولئك المعرضون لأحلام اليقظة تذكروا الأحلام بسهولة أكبر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن الحلم وأحلام اليقظة يشغلان مناطق المخ المرتبطة بالتأمل الذاتي والتصور الذهني.
قد يكون هناك ارتباط بين أحلام اليقظة وتذكر الأحلام، حيث قد يكون أولئك الذين ينخرطون بشكل متكرر في أفكار عفوية أثناء النهار أفضل في توليد وتذكر الأحلام في الليل. وينطوي كلاهما على تجارب ذهنية منفصلة عن العالم الخارجي. تلعب أنماط النوم أيضًا دورًا. كان لدى المشاركين الذين لديهم فترات أطول من النوم الخفيف ونوم أقل عمقًا (نوم N3) تذكر أفضل للأحلام. يساعد النوم العميق، بموجاته الدماغية البطيئة، في تعزيز الذاكرة ولكنه قد يعيق تكوين الأحلام، بينما يحافظ النوم الخفيف على نشاط الدماغ أقرب إلى اليقظة، مما يجعل ذكريات الأحلام أسهل في الحفظ.
كيف يؤثر العمر والفصول والنوم على تذكر الأحلام
ولعب العمر دوراً في تذكر الأحلام. فقد تذكر المشاركون الأصغر سناً أحلاماً محددة بشكل أفضل، في حين كان الأفراد الأكبر سناً غالباً ما يختبرون "أحلاماً بيضاء" ــ أي أنهم يعرفون أنهم حلموا ولكنهم لا يتذكرون أي تفاصيل. وهذا يشير إلى تغيرات مرتبطة بالعمر في كيفية معالجة الدماغ لذكريات الأحلام. كما تباين تذكر الأحلام حسب الموسم، حيث كان عدد الأحلام التي يتذكرها المشاركون في الشتاء أقل من عدد الأحلام التي يتذكرونها في الربيع أو الخريف. والسبب غير واضح، ولكن بما أن عادات النوم لم تتغير، فإن الباحثين يتكهنون بأن التحولات الموسمية في التعرض للضوء قد تؤثر على كيمياء الدماغ وتذكر الأحلام.
وبدلاً من تدوين أحلامهم في مذكرات مكتوبة، استخدم المشاركون مسجلات صوتية كل صباح لوصف أفكارهم قبل الاستيقاظ، مما يجعل تتبع الأحلام أسهل ويقلل من التدخل في الذاكرة. ولقياس جودة النوم، ارتدوا أجهزة تشبه ساعة اليد تتبع أنماط الحركة. كما استخدمت مجموعة فرعية من 50 مشاركًا عصابات رأس مزودة بأقطاب كهربائية لتسجيل نشاط الدماغ أثناء النوم. سمح هذا للباحثين بربط تذكر الأحلام بأنماط النوم الفعلية بدلاً من مجرد التقارير الذاتية.
وأكد المؤلف الرئيسي جوليو برناردي أن تذكر الأحلام ليس عشوائيًا بل يتشكل من خلال المواقف والسمات المعرفية وديناميكيات النوم. يمكن أن تساعد هذه النتائج في استكشاف دور الأحلام في الصحة العقلية والوعي. قد تدرس الأبحاث المستقبلية كيف ترتبط أنماط الأحلام بالحالات العصبية والنفسية، مما قد يوفر رؤى حول معالجة الذاكرة وتنظيم العواطف أثناء النوم.
اترك تعليق