قال المستشار الدكتور طارق منصور, أن مصر تتعرض لضغوط غير مسبوقة بسبب موقفها الدعم للقضية الفلسطينية، مشيراً أن الدولة المصرية بتماسك شعبها، ووقوفهم خلف القيادة السياسية، قادرة على مواجهة كافة التحديات بما يحافظ على عدم تصفية القضية، ولتحقيق الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن القيادة المصرية تدعم الحق الفلسطيني في العودة إلى أرضه، مشيرًا إلى أن هذه المواقف ثابتة ولا يمكن التراجع عنها.
مشيرًا إلى أن القيادة المصرية تواصل دعم السلام وتعمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني من خلال حل الدولتين، الذي يعد الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن مصر ستظل شريكًا مخلصًا في تحقيق هذا الهدف.
وأكد المستشار الدكتور طارق منصور, أن بحثه لنيل درجة الدكتوراه بعنوان "تحديات الأمن القومي المصري"، كشف عن مؤشرات واضحة تؤكد نية الكيان الإسرائيلي تهجير سكان قطاع غزة خلال السنوات المقبلة، ضمن مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مشروع "الشرق الأوسط الجديد".
واهم تلك المؤشرات بناء الجدار العازل ودوره في المخطط , فيعمل الكيان الإسرائيلي على استكمال بناء الجدار العازل بطول 64 كيلومترًا، ومنذ انسحاب الكيان من قطاع غزة في عام 2005، أصبح القطاع مصدر قلق دائم لإسرائيل بسبب تركيبته السكانية وخلفيته التاريخية التي تهدد أمنها. هذا القلق عبر عنه بعض السياسيين الإسرائيليين علنًا، متمنين "أن يبتلع البحر غزة". حتى يتثنى لهم إقامة دولتهم المزعومة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل
مؤكداً ان قطاع غزة يمثل أهمية كبرى للأمن القومي المصري بسبب ارتباطه التاريخي والجغرافي بمصر، خاصة لكونه البوابة الشرقية للحدود المصرية وحلقة الوصل بين مصر وعمقها العربي والإسلامي. كما أن القطاع لعب دورًا محوريًا في العصور الحديثة، حيث أصبح جزءًا أساسيًا من القضية الفلسطينية، وهو ما يضاعف من أهميته الاستراتيجية بالنسبة لمصر.
مشيراً أنه قدم في أطروحته رؤية استراتيجية لمواجهة مخطط توطين سكان غزة , ركزت على ضرورة تعمير سيناء بشكل متكامل، من الغرب عند محور قناة السويس وصولًا إلى الشرق بمحاذاة الحدود الدولية مع قطاع غزة. ويقترح إقامة قرى دفاعية على طول الحدود، ما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق الاستقرار، ودعم الأمن القومي المصري.
دروس التاريخ ومحاولات إسرائيل المتكررة
استعرض المستشار الدكتور طارق منصور تاريخ المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على سيناء، والتي بدأت منذ العدوان الثلاثي عام 1956، مرورًا بحرب 1967 والاجتياح الإسرائيلي لسيناء، ومحاولة تدويل أراضيها في مؤتمر الحسنة عام 1968، وصولًا إلى المحاولات الاجتماعية مثل تزويج بدو سيناء من يهوديات في تسعينيات القرن الماضي لتغيير ديموغرافية المنطقة. ورغم تنوع تلك المحاولات، إلا أنها باءت جميعها بالفشل.
الحاجة إلى استراتيجيات مستقبلية
أكد الباحث على أهمية إعداد الدولة لخطط واستراتيجيات طويلة الأمد للتصدي لأي محاولات مستقبلية لتهديد الحدود المصرية أو تنفيذ مخططات الكيان الإسرائيلي تجاه سيناء.
اترك تعليق