هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من القصص الإسلامي

الغلام والساحر

عن صهيب رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: كان ملك فيمن كان قبلكم. وكان له ساحر. فلما كبر الساحر. قال للملك. إني قد كبرت فأبعث إليّ غلاماً أعلمه السحر. فبعث إليه غلاماً يعلمه. فكان في طريقه إذا سلك راهب. فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه. فكان إذا أتي الساحر ضربه. فشكا ذلك إلي الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.


وبينما الغلام سائر إذ رأي دابة عظيمة "أفعي" قد حبست الناس.. فخاطب الغلام نفسه: اليوم أعلم. الساحر أفضل أم الراهب؟.. فأخذ حجراً وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فأقتل هذه الدابة حتي يمضي الناس.. ورمي الغلام الدابة فقتلها ويمضي الناس ويأتي الغلام الراهب فيخبره.. فيتعجب ويقول: أي بني أنت اليوم أفضل مني. قد بلغ من أمرك ما أري. وإنك ستبتلي. فإن ابتليت فلا تدل عليّ.

ويسمع جليس للملك كان قد عمي. فيقدم للغلام هدايا كثيرة ويرجوه ويقول: كل هذه الهدايا لك إن أنت شفيتني.. فيقول: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله تعالي. فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك.. ويؤمن الأعمي فيشفيه الله تعالي.. ويأتي الجليس الملك. فيجلس إليه كما كان يجلس.. فيتعجب الملك: من ردَّ عليكم بصرك؟.. الجليسپفي فرح: ربي.. الملكپمنكرا: أو لك رب غيري.. الجليسپفي فرح: ربي وربك الله.. فيأخذه الملك فلم يزل يعذبه حتي يدل علي الغلام فيؤتي بالغلام مهدداً: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص. وتفعل وتفعل.. الغلام: إني لا أشفي أحداً. إنما يشفي الله تعالي.

يأخذ الملك الغلام. فلا يزال يعذبه حتي دل علي الراهب. فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فيأبي. فيدعو الملك بالمنشار. فيضع المنشار في مفرق رأسه فيشقه به حتي يقع شقاه علي الأرض.. ثم يجئ بجليس الملك. فقيل له: ارجع عن دينك فيأبي. فيضع المنشار في مفرق رأسه فيشقه به حتي وقع شقاه.. ويؤتي بالغلام. فيقال له: ارجع عن دينك. فيأبي. فيدفعه الملك إلي نفر من أصحابه ويقول غاضباً: اذهبوا به إلي جبل كذا وكذا فاصعدوا به إلي الجبل فإذا بلغتم ذروته. فإن رجع عن دينه. وإلا فاطرحوه.

يذهبون بالغلام. ويصعدون به الجبل.. فيدعو: اللهم أكفينهم بما شئت.. فيرجف بهم الجبل فيسقطون ويجئ الغلام يمشي إلي الملك.. الذي يقول في حيرة ودهشة:  ما فعل أصحابك؟.. فيقول في شجاعة وإيمان: كفانيهم الله تعالي..پفيدفعه الملك إلي نفر من أصحابه: ذهبوا به فأحملوه في قرقورة "زورق" وتوسطوا به البحر. فإن رجع عن دينه. وإلا فأقذفوه.. فيذهبون بالغلام الذي يدعو: اللهم أكفينهم بما شئت.. فتنكفئ بهم السفينة فيغرقون. ويجئ الغلام إلي الملك يمشي.. فيقول الملكپفي قهر وخذلان: ما فعل أصحابك؟.. فيقول الغلامپفي طمأنينة وثبات: كفانيهم الله تعالي.

يقول الغلام للملك: إنك لست بقاتلي حتي تفعل ما آمرك به.. يقول الملكپفي عجز ويأس: وما هو؟

الغلام: تجمع الناس في صعيد واحد. وتصلبني علي جذع. ثم خذ سهماً من كنانتي. ثم ضع السم في كبد القوس. ثم قل: بسم الله رب الغلام. ثم أرمني. فإنك إذا فعلت ذلك تقتلني.

فيجمع الناس في صعيد واحد. ويصلب الغلام علي جذع. ثم يأخذ الملك سهماً من كنانة الغلام. ثم يضع السهم في كبد القوس ثم يقول: بسم الله الرحمن الرحيم الله رب الغلام.. ثم يرميه. فيقع السهم في صدغه. فيضع يده في صدغه في موضع السهم ويموت.

فيهتف الناس: آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام.

فيجئ الجند إلي الملك ويقولون في أسف: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك. قد آمن الناس.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق