تناول المسكرات، بما في ذلك البيرة، يشكل خطرًا على الفرد والمجتمع، لما تسببه من تغييب للعقل وانحراف في السلوك، فضلًا عن أضرارها الصحية والنفسية. وقد حرّم الإسلام شرب أي شيء مُسكر، استنادًا إلى أحاديث نبوية واضحة وصريحة تُبين أن كل مسكر خمر وكل خمر حرام، مؤكدة أن ما يُذهب العقل، حتى لو كان قليلًا منه، يعد محرمًا شرعًا.
ورداً على سؤال جاء فيه: "ما الحكم الشرعي في شراب البيرة؟ " أجابت دار الإفتاء بانه رُوِي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» "صحيح مسلم". وفي رواية «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ»، ورُوِي عنه أيضًا صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ» متفق عليه.
كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ الْفَرْقُ مِنْهُ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ» "صحيح ابن حبان". والْفَرْقُ مكيالٌ يسعُ ستة عشر رطلًا. وروي أيضًا عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» رواه الترمذي وأبو داود في "سننهما".
فقد دلت الأحاديث النبوية الشريفة على أنّ كلّ شراب أسكر فهو خمر، وأنَّ ما أسكر كثيرُهُ فالقليلُ منه حرام. والبيرةُ المعروفةُ مسكرةٌ فيكون شربُهَا حرامًا شرعًا.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق