الأراضي التي التهمتها النيران في "لوس أنجلوس" تزيد علي مساحة باريس

16 قتيلاً وإجلاء 200 ألف شخص وتدمير 12 ألف منزل

في حين تواصل كاليفورنيا مكافحة حرائق الغابات الكارثية التي تلتهم أحياء بأكملها وتودي بحياة الكثير من الناس .. بات واضحا أن هناك مبارزة بالاتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين علي هامش أكبركارثة تضرب الولايات المتحدة الامريكية
بينما تشيرالتوقعات الجوية إلي استئناف الرياح الخطيرة هذا الأسبوع يحاول الحاكم ورئيس بلدية لوس أنجلوس والمسئولون علي المستوي المحلي والولائي صد محاولات الرئيس المنتخب دونالد ترمب وحلفائه لإلقاء اللوم عليهم بسبب الدمار جراء الحرائق المشتعلة في ولاية كاليفورنيا حسب صحبفة واشنطن بوست الامريكية

قال حاكم الولاية جافين نيوسوم ديمقراطي إنه يتوقع أن تكون أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة من حيث حجم ونطاق الأضرار ومن المحتمل أيضًا أن يكون هناك عدد أكبر بكثير من الوفيات تضاف إلي حصيلة القتلي ومن المتوقع أن يزداد عدد المفقودين بالعشرات مع استمرار فرق البحث في عملها.
وفي رسالة أصدرها أمس دعا نيوسوم ترمب إلي الاجتماع مع الأمريكيين المتضررين من هذه الحرائق ورؤية الدمار بشكل مباشر والانضمام إليه وإلي آخرين في شكر رجال الإطفاء الأبطال ورجال الاستجابة الأولية الذين يخاطرون بحياتهم.. مؤكدا يجب ألا نسيس المأساة الإنسانية أو ننشر معلومات مضللة من علي الهامش".
قالت الصحيفة إن هجمات ترمب وماسك قد تشكل خطرا سياسيا علي الديمقراطيين الحاليين في كاليفورنيا الذين يسعون بالفعل إلي إجراء تحقيقات وجهود المساءلة بشأن الحرائق .. موضحة بدلاً من تقديم كلمات التعاطف أو التعهدات بإعادة البناء أمضي ترمب وحليفه الملياردير إيلون ماسك وكبار الجمهوريين جزءًا كبيرًا من الأيام القليلة الماضية في إلقاء اللوم علي القيادة الديمقراطية في الولاية مما أدي إلي تفاقم التوترات المرتفعة بالفعل بين الجمهوريين الذين من المقرر أن يتولوا قريبًا مسئولية الاستجابة الفيدرالية والمسئولين الديمقراطيين في الغالب علي الأرض.
ولم يتضح بعد نطاق الدمار والتكلفة الحقيقية له ويتوقع مسئولو الأرصاد الجوية أن تشتد رياح سانتا آنا التي يمكنها إشعال النيران وحمل الجمر الخطير في وقت مبكر من يوم امس وتستمر حتي يوم الأربعاء.
وتري الواشنطن بوست أن استجابات المسئولين الحكوميين للكوارث الطبيعية يمكن أن تعزز سمعتهم أو تلحق بها ضررًا لا رجعة فيه وأنه في أوقات الطوارئ. يكافئ الناخبون تصرفات السياسيين سواء علي المستوي المحلي أو مستوي الولاية أو علي المستوي الفيدرالي كما يقول جون جاسبر أستاذ الاقتصاد بجامعة كارنيجي ميلون.
قال جاسبر إن الحاكم الحالي سوف يحصل علي دفعة في الانتخابات المقبلة وسوف يعاقب الرئيس الفيدرالي وهذا يعني أن الناخبين لديهم علي الأقل بعض القدرة علي تحديد من يتصرف نيابة عنه ولقد شهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش "جمهوري" آنذاك انخفاضا جديدا في شعبيته بعد أن دمر إعصار كاترينا نيو أورليانز وساحل الخليج في عام 2005.
 اضاف جاسبر ان أغلبية الأمريكيين أبدوا عدم موافقتهم علي الطريقة التي تعامل بها المسئولون علي جميع مستويات الحكومة مع التعافي من العاصفة وفقا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه بي سي نيوز في الشهر التالي للإعصار.
اشار الي ان مايكل د. براون. مدير إدارة الطوارئ الفيدرالية في ذلك الوقت استقال وإيدي كومباس الذي كان يشغل منصب رئيس شرطة نيو أورليانز في أعقاب العاصفة. وعلي النقيض من ذلك شهد كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري ارتفاعا غير مسبوق في شعبيته في أعقاب إعصار ساندي.
ولا تزال الحرائق مشتعلة ولا تزال الاتهامات متواصلة ولا يزال القادة في كاليفورنيا يقاتلون علي جبهتين الطبيعة والسياسة.. بينما اتهم نائب الرئيس المنتخب جيه دي فان في مقابلة مع فوكس نيوز صنداي الرئيس بايدن بأنه كان نائمًا خلف عجلة القيادة في عدد من الأزمات المختلفة.
كشفت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا أن إجمالي مساحة الأراضي التي التهمتها حرائق الغابات في مناطق باليساديس وإيتون وهرست بمدينة لوس أنجلوس تتجاوز مساحة العاصمة الفرنسية باريس.
أوضحت الإدارة امس أن النيران التهمت حوالي 38 ألفا و629 فدانا من الأراضي. وهو ما يعادل 60 ميلا مربعا. .. ولفتت إلي أن مساحة الأراضي التي احترقت في منطقة باليساديس وحدها تبلغ حوالي 37 ميلا مربعا وهو ما يقترب من مساحة باريس حسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية
وتسببت الحرائق المدمرة المشتعلة منذ يوم الثلاثاء الماضي في سقوط 16 قتيلا. وتسببت في إجلاء حوالي 200 ألف شخص وتدمير حوالي 12 ألف منزل بما فيها أحياء تم تدميرها بالكامل.