يأتي هذا اللقاء برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف. يعقد الجامع الأزهر اليوم، الملتقى الفقهي بين الطب والشرع الحادي عشر بعنوان "رؤية معاصرة"، والذي يناقش على مائدته: "السواك بين الشرع والطب". ويستضيف الملتقى كل من: أ.د حسين مجاهد، أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، و أ.د علاء الدين عبدالله محمد إسماعيل، أستاذ طب أسنان الأطفال، وطب أسنان المجتمع بكلية طب الأسنان جامعة الازهر ، ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.
وأكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مؤكدًا أن الأسنان الطبيعيَّة التي أكرَمَنا الله بها ذاتَ قوة وصلابة ومقاومة؛ لأنَّ في السنتيمتر المربَّع الواحد قوة تعادل حوالي ٨٠ كيلو جرام وزنًا في قوَّة العَظْمة في عملية قطْع الأطعمة أو المضْغ. بينما تشكِّل الأسنان الصناعية قوة ٢٠ كيلو جرامٍ لكلِّ سنتيمتر مربع؛ لذا فمهما بلغتْ متانةُ وتقنية الأسنان الصناعية، فإنَّها لا تبلغ في متانتها وحيويتها الأسنانَ الطبيعية التي أكرمَنا بها الله تعالى.
من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
وأضاف فضيلته بقوله: منذ بَدء الخليقةِ والإنسانُ يبحث دائمًا عن إيجاد طريقةٍ مُثْلى وجيِّدة للاعتناء بنظافة فمِه وأسنانه؛ اقتناعًا منه بأنَّ هذا هو المدخلُ الرئيس والطبيعي للطعام، والجهاز الأول المسؤول عن استقبال كلِّ ما يدخل إلى المَعِدة؛ لذلك يجب أن يكون نظيفًا. وكان للمسلمين السبقُ في هذا المِضْمار، فمنذ أكثر مِن ألْف وأربعمائة عام والمسلمون يستخدِمون نوعًا من الأخشاب الجافَّة، التي تقوم بتنظيف الأسنان، وتعطير وتطهير الفم، وهو ما يُعرَف بالسواك. وهو سُنَّة نبويَّة في أيِّ وقت يُسِّر لك، ويُفضَّل عند الوضوء، وقبلَ كل صلاة، عقب تناول الطعام، وقبل النوم وعندَ الاستيقاظ.
ويأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.
اترك تعليق