بعثت سهام عمر تسال تم تشخيص ابني بانه يعاني من التوحد وبدأت برنامج علاجي متكامل له وأريد أن أعرف ما دوري كأم وباقي أفراد أسرتي لنساعد ابني علي سرعة التشافي.
تجيب دكتورجمالات عبد الرحيم استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري: تعتبر الأسرة الوحدة الأساسية في المجتمع ولها دور حاسم في تنمية الشخصية وتشكيل السلوك لدي الأطفال. خاصة في مراحل الطفولة المبكرة التي تعد من أهم الفترات العمرية في تشكيل الشخصية، وعندما يتعلق الأمر بأطفال التوحد، تصبح أهمية الأسرة أكبر من أي أسرة عادية، حيث يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في اكتشاف الحالة مبكرًا ثم تقديم الدعم اللازم لها لان لإكتشاف المبكر للتوحد يساهم في تحسين نتائج العلاج والتعليم والاندماج الاجتماعي.
التوحد اضطراب عصبي يؤثر علي كيفية تفكير الطفل ومعالجته للمعلومات. وقد يظهر عادةً في السنوات الثلاث الأولي من العمر.. وهنا يظهر اهمية المراقبة والانتباه حيث يتحتم علي الأسرة مراقبة سلوك الطفل منذ الولادة، يجب أن تكون علي وعي بالتطورات الطبيعية للطفل، مثل التواصل البصري، والاستجابة للمنبهات الاجتماعية، والتفاعل مع الآخرين و إذا لاحظ الوالدان أي علامات تدل علي تأخر في هذه السلوكيات، ينبغي عليهما استشارة متخصص مباشرة.
و يحتاج أطفال التوحد إلي التواصل الفعال من خلال أشخاص يتحدثون معهم ويستمعون إليهم بصفة مستمرة فالتواصل الفعّال يساعد علي تحسين مهاراتهم الاجتماعية وينمي شعورهم بالأمان ويمكن أن يكون الحوار البسيط واللعب التفاعلي والمشاركة في الأنشطة اليومية نافذة للتواصل وتعزيز العلاقة.
ويعتبر الدعم العاطفي من أهم احتياجات اطفال التوحد واهم دعم عاطفي يبدأ من الأسرة ودورها الأساسي في تقدم الحب والقبول وتعزز ثقة الطفل بنفسه مما يُساعده علي مواجهةالتحديات المتعلقة بالتوحد.
كذلك من المهم أن تبحث الأسرة عن المعلومات والموارد حول التوحد ففهم طبيعة الحالة وأساليب الدعم المناسبة يمكن أن يُسهل من التعامل مع تحديات الحياة اليومية مع الطفل.
واخيرا تؤكد دكتور جملات علي ضرورة الاستعانة باخصائيي التربية الخاصة والتاكد من أن الطفل يحصل علي الخدمات المناسبة والتى تشمل العلاج السلوكى، والنفسى وبرامج إدماج خاصة فى المدارس.
اما في حالة تجاهل علامات التوحد، فإن العواقب قد تكون وخيمة، فقد يؤدى عدم الاكتراث بتطورات الطفل إلى تأخر فى التواصل، وانعدام المهارات الاجتماعية، وصعوبة في التعامل مع المواقف اليومية، وبالتالى، قد يعاني الطفل من العزلة الاجتماعية ونقص في الثقة بالنفس.
دور الأسرة فى إكتشاف طفل التوحد منذ ميلاده أمر بالغ الأهمية، فالتواصل، والدعم العاطفى، والمراقبة الدقيقة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا فى حياة الطفل، يجب أن يكون هناك وعى جماعى بأهمية الاكتشاف المبكر والتدخل المناسب، لضمان حصول الأطفال على الفرص التي يحتاجونها للنمو والتنمية.
اترك تعليق