أولى الدكتور محمد مختار جمعة_وزير الأةقاف السابق_اهتمامًا لتفسير معاني الكلمات الواردة فى آيات الذكر الحكيم.
سلط د.مختار الضوء على معاني كلمات"الفتيل،النقير،القطمير" ففسر معناها كالتالي:
*الفتيل هو الخيط الدقيق الذي يكون في شق النواة.
والنقير: النقطة التي في ظهر النواة .
والقطمير: القشرة الرقيقة على النواة.
ويكنى بكل منها عن الشيء القليل ، ويضرب بها المثل للشيء الحقير أو التافه أو ما لا قيمة ولا وزن له .
أوضح د.جمعة أنه قد ورد ذكر الفتيل في القرآن الكريم ثلاث مرات :
١- في قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً" (النساء: 49).
٢- في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا" (النساء: 77).
والمعنى في هذه الآية والآية التي قبلها : أن الله عز وجل لا يظلم الناس شيئا من أعمالهم ، من أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها .
٣- في قوله تعالى: " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا " (الإسراء: 71).
والمعنى في هذه الآية أن الله عز وجل لا يظلم أحدا من عباده المؤمنين شيئا من حقه ، وإذا كانت الآيتان السابقتان قد بينتا أن الله عز وجل لا يظلم أحدًا من خلقه بصفة عامة شيئا من عمله ، فقد خصت هذه الآية المؤمنين بتوفية الله عز وجل لهم أعمالهم لا يُظلمون منها شيئا.
وجاء ذكر النقير في القرآن الكريم مرتين:
١ - في قوله تعالى: "أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً" (النساء: 53)، وقد جاءت هذه الآية في معرض الحديث عن اليهود مبينة طبيعتهم وشدة شحهم وبخلهم وضنهم الشديد بالمال والمتاع ، بحيث لو كان لهم نصيب من الملك أو التحكم في أرزاق الخلق فإنهم لا يعطون الناس مقدار تلك النقرة التي في ظهر النواة شحا منهم وضنا بالمال .
٢ -في قوله تعالى: "وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً" (النساء: 124)، والمعنى هنا أن الله عز وجل يوفي عباده المؤمنين أعمالهم كاملة غير منقوصة لا يظلمون منها شيئا.
أما القطمير فقد ذكر في القرآن الكريم مرة واحدة ، في قوله تعالى: " يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ" (فاطر: 13)، والمعنى أن أحدا من دون الله لا يملك لك مقدار غشاء نواة أو ما دون ذلك ما لم يقدره الله تعالى لك .
اترك تعليق